شارك Facebook Facebook Facebook
14/ذو الحجة/1441

رئيس الشؤون الدينية أرباش، يلقي خطبة عيد الأضحى في مسجد آيا صوفيا الكبير الشريف

Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti

 

  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ayasofya-i Kebir Cami-i Şerifi’nde bayram hutbesi irad etti

 

قام رئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش، بإمامة المصلين في صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد آيا صوفيا الكبير الشريف ومن ثم قام بإلقاء خطبة العيد

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ الْكِرَامُ!

إِنَّ رَبَّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي سُورَةِ الْكَوْثَرِ الَّتِي قُمْتُ بِتِلَاوَتِهَا: " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ"

أَمَّا فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ، فَيَقُولُ رَسُولُنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ أَيَّاِم عِيدِ الْأَضْحَى الْمُبَارَكِ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا."

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!

إِنَّ الْيَوْمَ هُوَ يَوْمُ عِيدِ الْأَضْحَى الْمُبَارَكِ الَّذِي يُرَسِّخُ لَدَيْنَا الْإِيمَانَ، وَيُؤَلِّفُ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَيَزِيدُ مِنْ شُكْرِنَا. وَإِنَّ هَذَا الْيَوْمَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي تُؤَدَّى فِيهِ عِبَادَةُ نَحْرِ الْأَضَاحِي، وَالَّذِي يَزْدَادُ فِيهِ الدُّعَاءُ وَالْهِمَّةُ قُوَّةً وَصَلَابَةً بِفَضْلِ التَّقْوَى وَالْاِمْتِثَالِ. نَحْمَدُ الْحَقَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنُثْنِي عَلَيْهِ ثَنَاءً لَا حَدَّ لَهُ فَهُوَ الَّذِي بَلَّغَنَا هَذَا الْيَوْمَ الْاِسْتِثْنَائِيَّ الْفَرِيدَ. وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِنَا الْحَبِيبِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بَيَّنَ أَنَّ الْأَعْيَادَ هِيَ أَيَّامٌ لِلسَّلَامِ وَالْفَرَحِ وَالْاِبْتِهَاجِ.

إِخْوَانِي الْأَفَاضِلُ!

إِنَّنَا نَعِيشُ فَرْحَةَ وَلَهْفَةَ بُلُوغِ عِيدِ الْأَضْحَى الْمُبَارَكِ الَّذِي يُضْفِي بِشُعُورِ الطُّمَأْنِينَةِ وَالْأُخُوَّةِ وَالتَّقَاسُمِ عَلَى الْقُلُوبِ الْمُؤْمِنَةِ، وَالَّذِي هُوَ بِمَثَابَةِ شِعَارٍ لِلْإِيمَانِ وَالطَّاعَةِ وَالْاِمْتِثَالِ.

إِنَّ الْأُضْحِيَةَ، هِيَ قُرْبٌ مِنْ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ، وَهِيَ بَحْثٌ فِي سَبِيلِ الْوُصُولِ لِلْخَيْرِ وَالطِّيبِ وَالْحَقِيقَةِ وَبُلُوغِهَا. وَهِيَ رَمْزٌ لِلْمَحَبَّةِ وَالْوَفَاءِ وَالْإِخْلَاصِ وَالتَّضْحِيَةِ. وَإِنَّ الْأُضْحِيَةَ لَهِيَ عِبَادَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُرَسِّخَ لَدَيْنَا شُعُورَ الْإِحْسَانِ تُجَاهَ الْخَالِقِ، وَأَخْلَاقَ الْإِيثَارِ تُجُاهَ الْخَلَائِقِ، وَمِنْ شَأْنِهَا كَذَلِكَ أَنْ تُكْسِبَنَا إِرَادَةَ التَّضْحِيَةِ بِمَا نَمْلِكُهُ مِنْ نِعَمٍ، فِي سَبِيلِ مَا نُؤْمِنُ بِهِ مِنْ قِيَمٍ.

أَمَّا الْأَعْيَادُ فَهِيَ أَوْقَاتٌ اِسْتِثْنَائِيَّةٌ مِنْ الزَّمَنِ، تَزْدَادُ فِيهَا رَوَابِطُنَا بِأُسَرِنَا وَأَقْرِبَائِنَا وَإِخْوَانِنَا فِي الدِّينِ وَبِجَمِيعِ النَّاسِ، قُوَّةً وَصَلَابَةً؛ وَكَذَلِكَ فَهِيَ فَتَرَاتٌ اِسْتِثْنَائِيَّةٌ مِنْ الزَّمَنِ يَسُودُ فِيهَا اِسْتِشْعَارُنَا بِالْوَحْدَةِ وَالْاِتِّحَادِ وَالتَّعَاوُنِ وَالتَّكَافُلِ، الَّذِي يُعَبِّرُ عَنْ إِرَادَتِنَا لِأَنْ نَكُونَ مِلَّةً وَأُمَّةً وَاحِدَةً، وَيُهَيْمِنُ عَلَى الْحَيَاةِ.

بِالْإِضَافَةِ إِلَى أَنَّ عِيدَ الْأَضْحَى، هُوَ وَقْتٌ مُبَارَكٌ يَتِمُّ خِلَالُهُ الْإِيفَاءُ بِالْحَجِّ الَّذِي هُوَ أَحَدُ الْعِبَادَاتِ الْأَسَاسِيَّةِ فِي الْإِسْلَامِ، وَيَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَلَايِينُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ بِالتَّسْلِيمِ وَالطَّاعَةِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَلَكِنْ، هَذِهِ السَّنَةُ بَقِيَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ وَعَرَفَاتُ وَمُزْدَلِفَةُ وَبَاقِي مَنَاطِقِ الْحَجِّ وَأَمَاكِنِهِ حَزِينَةً بِأَعْدَادٍ قَلِيلَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَتَشْهَدُ سَنَةَ حَجِّ مَكْلُومَةٍ وَذَلِكَ بِسَبَبِ الْوَبَاءِ الْعَالَمِيِّ الَّذِي يَقْبَعُ الْعَالَمُ بِأَسْرِهِ تَحْتَ وَطْأَةِ تَأْثِيرِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا. وَإِنَّ عَدَمَ التَّمَكُّنِ مِنْ الْقِيَامِ بِأَدَاءِ عِبَادَةٍ مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تَجْمَعَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ جَمِيعِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ حَوْلَ قِيمَةٍ مُشْتَرَكَةٍ بِشَغَفٍ وَحَمَاسٍ كَبِيرَيْنِ، قَدْ أَصَابَ تِلْكَ الْقُلُوبَ الَّتِي تَحْتَرِقُ بِشَوْقِهَا لِلدِّيَارِ الْمُقَدَّسَةِ، بِحُزْنٍ شَدِيدٍ. وَلِهَذَا السَّبَبِ، فَإِنَّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى سِمَاتِ الْعِيدِ الْمُتَمَثِّلَةِ فِي الْوَحْدَةِ وَالطَّمْأَنَةِ وَالْمُوَاسَاةِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى. وَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ اِعْتِبَارُ تِلْكَ الْقِيَمُ الَّتِي يُذَكِّرُنَا بِهَا الْعِيدُ وَتِلْكَ الْمَحَاسِنُ الَّتِي يُضِيفُهَا إِلَى حَيَاتِنَا خِلَالَ هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَمُرُّ بِهَا الْبَشَرِيَّةُ، عَلَى أَنَّهَا نِعْمَةٌ وَفُرْصَةٌ عَظِيمَةٌ.

وَإِنَّنِي أَقُولُ وَبِكُلِّ فَخْرٍ، أَنَّ شَعْبَنَا الْعَزِيزَ، قَدْ تَجَاوَزَ الْكَثِيرَ وَالْعَدِيدَ مِنْ الصُّعُوبَاتِ مُنْذُ الْمَاضِي إِلَى الْيَوْمِ، بِصَبْرٍ وَثَبَاتٍ وَعَزِيمَةٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّ إِعَادَةَ فَتْحِ مَسْجِدِ آيَا صُوفْيَا الشَّرِيفِ أَمَامَ الْعِبَادَةِ مِنْ جَدِيدٍ، وَالَّذِي هُوَ رَمْزٌ وَسِمَةٌ لِلْفَتْحِ الْعَظِيمِ، وَذَلِكَ بَعْدَ مُضِيِّ 86 عَامَاً مِنْ الْلَّهْفَةِ، لَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى الْإِيمَانِ الرَّاسِخِ وَالْأَمَلِ الْبَاقِي وَالثَّبَاتِ بِعَزْمٍ وَاِصْرَارٍ لِأَبْنَاءِ شَعْبِنَا. وَإِنَّنِي عَلَى يَقِينٍ تَامٍّ بِأَنَّنَا سَوْفَ نَتَجَاوَزُ تِلْكَ الْمِحَنِ الْعَالَمِيَّةِ الَّتِي نَحْيَاهَا، وَأَنَّنَا سَوْفَ نَبْلُغُ أَعْيَادَاً نَعِيشُ فِيهَا بِطُمَأْنِينَةٍ وَاِسْتِقْرَارٍ وَحَمَاسٍ أَكْبَرٍ، وَذَلِكَ بِعَوْنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَبِعَزْمِ وَإِصْرَارِ شَعْبِنَا.

وَبِالتَّالِي، فَإِنَّهُ يَنْبَغِي عَلَيْنَا أَنْ نَسْعَى كَيْ نَحْيَا هَذَا الْعِيدَ بِجَمِيعِ مَحَاسِنِهِ رَغْمَ كُلِّ شَيْءٍ، إِخْوَانِي الْأَعِزَّاءُ. وَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَزِيدَ مِنْ قُوَّةِ وَصَلَابَةِ اِسْتِشْعَارِنَا لِلتَّعَاوُنِ وَالتَّكَافُلِ بِصُورَةٍ أَكْبَرَ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ تَحَرُّكِنَا فِي إِطَارِ مَفْهُومِ التَّدَابِيرِ الْلَّازِمَةِ وَالتَّوَكُّلِ وَالتَّسْلِيمِ تُجَاهَ الْمِحَنِ وَالْمَصَائِبِ. وَيَنْبَغِي عَلَيْنَا كَذَلِكَ أَنْ نَنْقُشَ فِي أَدْمِغَتِنَا التَّدَابِيرَ، وَعَلَى وُجُوهِنَا الْاِبْتِسَامَةَ، وَعَلَى أَلْسِنَتِنَا السَّلَامَ، وَفِي قُلُوبِنَا الْمَحَبَّةَ، وَذَلِكَ مِنْ أَجْلِ الطُّمَأْنِينَةِ وَالسَّلَامَةِ لِأُسَرِنَا وَعَوَائِلِنَا. وَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ الْجُهْدَ وَنَسْعَى مِنْ أَجْلِ أَنْ نَكُونَ سَنَدَاً وَعَوْنَاً لِلْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَرْضَى وَكِبَارِ السِّنِّ مِمَّنْ يَحْتَاجُونَ إِلَى الْاِهْتِمَامِ وَالْمُسَاعَدَةِ، وَأَنْ نُذْهِبَ عَنْهُمْ مَشَاكِلَهُمْ، وَأَنْ نُبَدِّلَ أَحْزَانَهُمْ إِلَى أَفْرَاحٍ. وَيَنْبَغِي عَلَيْنَا أَيْضَاً أَنْ نُصْغِي وَنَسْتَمِعَ بِصُورَةٍ أَكْبَرَ إِلَى هُمُومِ إِخْوَانِنَا فِي الدِّينِ، فِي أَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، مِمَّنْ يَقْضُونَ عِيدَهُمْ هَذَا تَحْتَ الظُّلْمِ وَالاِضْطِهَادِ وَوَطْأَةِ الْإِرْهَابِ وَالْأَمْرَاضِ وَالْجُوعِ وَمَا شَابَهَهَا مِنْ تَهْدِيدَاتٍ؛ وَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ جُهُودَاً أَكْبَرَ مِنْ أَجْلِ أَنْ نُضَمِّدَ جِرَاحَاتِهِمْ مِنْ خِلَالِ مُسَاعَدَاتِنَا الْمَادِّيَّةِ وَالْمَعْنَوِيَّةِ وَبِدُعَائِنَا كَذَلِكَ.

إِخْوَانِي الْأَفَاضِلُ!

إِنَّ أَهَمَّ غَايَةٍ مِنْ وَرَاءِ عِبَادَةِ الْأُضْحِيَةِ وَكَمَا هِيَ فِي بَاقِي عِبَادَاتِنَا، تَتَمَثَّلُ فِي إِظْهَارِ طَاعَتِنَا وَتَعْظِيمِنَا وَمَحَبَّتِنَا لِرَبِّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. كَمَا تَتَمَثَّلُ فِي الْلَّحَاقِ بِزُمْرَةِ عِبَادِ رَبِّنَا الَّذِينَ رَضِيَ عَنْهُمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، بِبُلُوغِ شُعُورِ التَّقْوَى. وَبِإِذْنِ اللَّهِ فَإِنَّنَا سَوْفَ نَنْحَرُ أَضَاحِينَا فِي ظِلِّ هَذَا الشُّعُورِ وَالْفَهْمِ. وَإِنَّنَا سَوْفَ نَتَّخِذُ مِنْ وَفَاءِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَإِخْلَاصِهِ لِعَهْدِهِ، وَمِنْ اِمْتِثَالِ سَيِّدِنَا إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَتَسْلِيمِهِ لِرَبِّهِ، مَثَاَلاً وَقُدْوَةً لَنَا.

إِخْوَانِي الْأَعِزَّاءُ، أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!

إِنَّنَا فِي هَذَا الْعِيدِ، نَحْتَاجُ إِلَى أَنْ نُظْهِرَ حَسَاسِيَّةً وَانتباهاً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالنَّظَافَةِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى. وَإِنَّنَا نَحْتَاجُ كَذَلِكَ إِلَى اِسْتِحْضَارِ وَاِسْتِذْكَارِ حَدِيثِ رَسُولِنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّرِيفِ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ، "الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ"، وَإِلَى أَنْ نَتَحَرَّكَ بِحَسَاسِيَّةٍ وَاِنْتِبَاهٍ يَلِيقُ بِالْإِنْسَانِ الْمُؤْمِنِ. وَلَا شَكَّ أَنَّنَا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الَّتِي نَقُومُ فِيهَا بِمُكَافَحَةِ وَبَاءِ كُورُونَا، مُضَّطَرِّينَ لِلْاِمْتِثَالِ لِلتَّدَابِيرِ الْمُتَّخَذَةِ، وَلِحِمَايَةِ أَنْفُسِنَا أَثْنَاءَ قِيَامِنَا بِأَدَاءِ عِبَادَتِنَا بِإِخْلَاصٍ.

إِخْوانِي الْأَفَاضِلُ!

إِنَّ أَضَاحِينَا هِيَ أَمَانَةٌ لَدَيْنَا. فَلَا يَجِبُ أَنْ نُؤْذِيَهَا. وَلْنَتَعَامَلْ مَعَهَا بِرِفْقٍ وَعِنَايَةٍ.

وَإِنَّ الْأَعْيَادَ هِيَ أَيَّامٌ لِلْفَرَحِ وَالْاِبْتِهَاجِ. فَلْنَتَقَاسَمْ هَذِهِ الْفَرْحَةَ وَالْبَهْجَةَ مَعَ جِيرَانِنَا وَأَقَارِبِنَا وَإِخْوَانِنَا مِنْ الْمَرْضَى وَكِبَارِ السِّنِّ ومَعَ مَنْ هُمْ لِوَحْدِهِمْ.

وَلْنُنْهِي فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْمُبَارَكَةِ خِلَافَاتِنَا وَخُصُومَاتِنَا. وَلْنَحْيَا مَعَاً وَسَوِيَّاً طُمَأْنِينَةَ هَذَا الْعِيدِ. وَلَكِنْ، لَا يَنْبَغِي عَلَيْنَا أَنْ نَجْعَلَ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْفَضِيلَةِ أَيَّامَ حُزْنٍ بِأَنْ نَكُونَ سَبَبَاً فِي اِنْتِشَارِ الْأَوْبِئَةِ وَالْأَمْرَاضِ. وَلْنُرَاعِي قَوَاعِدَ اِرْتِدَاءِ الْكَمَّامَاتِ وَالتَّبَاعُدِ الْاِجْتِمَاعِيِّ. وَلْنَبْتَعِدْ خِلَالَ أَيَّامِ الْعِيدِ وَفَتْرَةِ الْمَرَضِ هَذِهِ عَنْ الْمُصَافَحَةِ وَالسَّلَامِ بِالْأَيْدِي وَعَنْ الْمُعَانَقَةِ.

كَمَا أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَنْسَى تَكْبِيرَاتِ الْعِيدِ الَّتِي نَبْدَأُهَا اِعْتِبَارَاً مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَنُتِمَّهَا عِنْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ رَابِعِ أَيَّامِ الْعِيدِ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!

إِنَّنِي وَإِذْ أُنْهِي خُطْبَتِي هَذِهِ، أَدْعُوكُمْ لِلتَّحَلِّي خِلَالَ فَتْرَةِ الْعِيدِ بِالتَّفَاهُمِ وَالصَّبْرِ؛ عِنْدَ ذَبْحِ الْأَضَاحِي، وَعِندَ الْمُزَاوَرَاتِ، وَخَاصَّةً أَثْنَاءَ الْقِيَادَةِ عَلَى الطُّرُقِ. أَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَحْفَظَنَا مِنْ كُلِّ نَازِلَةٍ وَبَلَاءٍ. وَأَسْأَلُهُ تَعَالَى أَنْ يُنْجِيَنَا مِنْ الْأَوْبِئَةِ وَالْأَمْرَاضِ الْمُعْدِيَةِ وَمِنْ الْحُرُوبِ وَالْآلَامِ. وَأَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يَجْمَعَنَا مِنْ جَدِيدٍ فِي أَعْيَادٍ مَحْفُوفَةٍ بِالْبَرَكَةِ. وَسَلَامُ اللَّهِ وَرَحْمَتُهُ وَكَرَمُهُ وَعِنَايَتُهُ عَلَيْكُمْ! وَعِيدُكُمْ مُبَارَكٌ! إِخْوانِي الْأَعِزَّاءُ.