شارك Facebook Facebook Facebook
domingo, 24 de mayo de 2020

رسالة رئيس الشؤون الدينية أرباش بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك

إن الحمد والثناء لربنا سبحانه وتعالى الذي بلغنا فرحة العيد وبهجته بعد أجواء الرحمة والبركة الخاصة بشهر رمضان المبارك. والصلاة والسلام على رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي بلغنا دعوة الإسلام التي تتسم بالسلام والأخوة والتكافل.

إخواني الأعزاء!

إن الأعياد هي بمثابة هدايا وعطايا إلهية تجمعنا على شعور الأمة الواحدة خلف ذات النية والغاية، وترسخ لدينا شعور الأخوة وتذكرنا بقيمنا الإيمانية والحضارية.

كما أنها حقب استثنائية من الزمن تمزج بين إيماننا وعباداتنا وثقافاتنا في خضم أجواء الطمأنينة والسلام وتجدد الوعي لدينا بأننا مسلمين ومستمرين في بقائنا على الإسلام وتحافظ على إرادتنا بأن نكون متحدين لتبقى هي حية، وهي كذلك تكسبنا الاستمرارية على الساحة التاريخية.

إن الأعياد هي منصة رائعة للوحدة يتجلى عليها الفرمان الإلهي المتمثل في قول ربنا عز وجل "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" وذلك في كل أطياف المجتمع وعلى أوضح صوره.

والآن، نحن في خضم الحزن على تركنا لشهر رمضان المبارك الذي هو موسم الرحمة والمغفرة من جانب، وفي خضم الحماس والفرح المتعلق ببلوغنا للعيد الذي هو مناخ للمحبة والأخوة من جانب آخر. وإننا نعيش الطمأنينة والبركة التي أضفى بها شهر قضيناه بالعبادة والإحسان على قلوبنا وحياتنا. كما أننا الآن نصل إلى عيد موسم مبارك تتم فيه معايشة أجمل الأمثلة على التكافل والتقاسم.

إننا نعلم أن الأعياد تجد المعنى الحقيقي لها إذا ما عيشت بشكل جماعي. لذلك، فلنقم في هذه الأيام التي اضطررنا فيها للبقاء في بيوتنا بمعايدة أحبابنا من خلال الهواتف ووسائل الاتصال المتاحة. ولنقم بالسؤال عن أوضاع وأحوال آبائنا وأمهاتنا بادئ ذي بدء وكذلك كبارنا وأقاربنا وأهلنا، ولنكسب رضاهم وحبهم. ولنساهم كي يعيش كل من المظلومين والمساكين والمحتاجين واليتامى أيضاً فرحة العيد وبهجته. ولنعمل بشكل خاص على أن يحيا أبناؤنا في المنازل حماس العيد ويعيشونه. ولنستذكر من رحلوا إلى الآخرة من أحبتنا بالدعاء.

إخواني الأفاضل!

إن هناك أمراً مهماً آخراً في هذه الأيام التي وصلنا فيها إلى أجواء مباركة لوقت مبارك، وهو المداومة بالعزم والإصرار ذاته على شعور الطاعة وحس العبادة وحس المسؤولية وأخلاق الرحمة التي تحلقنا بها من جديد بفضل شهر رمضان المبارك، وعلى  تلك القيم التي تجعل منا ما نحن عليه والمتمثلة في التعاون والتكافل والتقاسم والوقوف إلى جانب المشردين. وكذلك في نقل بركة شهر رمضان المبارك وجمال العيد إلى جميع حياتنا. وهذا لأننا في حاجة لذلك أكثر من أي وقت مضى.

ولأن عالمنا اليوم يمر خلال فترة صعبة ومجهولة النهاية تسبب بها فيروس كان سبباً في وفاة مئات الآلاف من الناس كما أثر على الملايين منهم بشكل كبير. وفي هذا السياق، فإن مرور البشرية على مستوى عالمي بالقلق واليأس والقنوط واهتزاز الثقة هو حقيقة وواقع. وبالتالي، فإنه يجب علينا أن نستمر في كفاحنا بالعزم والأمل والصبر والجلد والتوكل والدعاء بعد أخذنا لكافة التدابير المطلوبة وأن نكون قدوة للبشرية في هذا السياق.

وذلك لأننا نعلم أن شعبنا العزيز قد تجاوز منذ القدم وإلى يومنا هذا العديد من المصائب والحوادث كالحروب والكوارث الطبيعية والأمراض المعدية والأزمات الاقتصادية وذلك من خلال روح الوحدة والاتحاد والتكافل. وبالفعل فإن الأسلوب القدير الذي تتبعه وتسلكه دولتنا جنباً إلى جنب مع الشعب في هذه المرحلة الصعبة يظهر ذلك أيضاً. ويجب للأهمية هنا أن أقول أن هذا الموقف الأصيل لشعبنا القدير من شأنه أن يزيد بإذن الله عز وجل وعنايته من أملنا المتعلق بالأيام الجميلة الآتية.

وانطلاقاً من هذا الشعور والفكر، فإنني أهنئ شعبنا العزيز وجميع العالم الأسلامي بحلول عيد الفطر المبارك؛ وأسأل المولى عز وجل أن يكون هذا العيد وسيلة لسلامة المسلمين والبشرية جمعاء.