شارك Facebook Facebook Facebook
mercredi 5 juin 2019

رسالة عيد الفطر موجهة من قبل سيادة رئيس الشؤون الدينية في تركيا الأستاذ الدكتور السيد علي أرباش

قال سيادة رئيس الشؤون الدينية في تركيا الأستاذ الدكتور السيد علي أرباش في رسالته التي نشرها بمناسبة تهنئة عيد الفطر لأمتنا ولكل العالم الإسلامي "يجب أن يكون هذا العيد وسيلة لكي نعيش نفس الشعور والسرور مع ملايين إخواننا المسلمين الذين اتحدوا في عقيدة واحدة وقلب واحد ودعاء واحد. وإذا تحولت الأعياد إلى فرحة يصبح عيدا في المعنى الحقيقي."

ومع قدوم شهر رمضان وهب الله سبحانه وتعالى لنا النعمة والبركة والسلامة وزيّن عالم قلوبنا وعقولنا بالغفران والطاهرة والتقوى. وعقب مغادرة هذا الشهر المبارك لقد دخلنا في جو السلامة والأخوة والمحبة. وأن رمضان راحل والعيد داخل.

نحن نعلم أن الأعياد هي أيام الوحدة والمشاركة والتكاتف والتساند والتضامن وأن هذه الأيام تلحقنا مع فطرتنا السليمة وبفضلها تتحول الحياة إلى السكينة والسلامة وتعزز روابط الحب والأخوة. ولكن للأسف اليوم في عالمنا محاط بالألم والحزن والدموع، نحن غير قادرين على أن نعيش أعيادنا كعيد حقيقي بينما هي من أهم مظاهر أخوّتنا الإيمانية والإسلامية. انطلاقا من هذه النقطة يجب أن يكون هذا العيد وسيلة لكي نعيش نفس الشعور والفرحة مع ملايين إخواننا المسلمين الذين اختلفوا في اللغة والجنس والملة واللون والثقافة والبلد والجغرافيا؛ واتحدوا في النحلة والعقيدة والقبلة والقلب والدعاء. لأن الأعياد لا تكون عيدا حقيقيا طالما لم تحولّ هذه الأيام إلى الفرحة جميعا. ولهذا يجب علينا أن نزيد فرحة العيد وحملها إلى كل مكان حيثما نذهب.

وفي السياق هذا الصدد هيا بنا نقوّي جسور قلوبنا التي أنشأناها أولا من خلال زيارة والدينا وشيوخ عائلتنا وأقاربنا وجيرننا في هذا العيد المبارك. ونذكر من ارتحل إلى دار البقاء من أجدادنا بالرحمة وندعو لهم بالخير والبركة. نسأل الله العلي القدير أن يتغمد أمواتنا بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته. وخصوصا في هذه الأيام المباركة دعونا نحاول أن نصبح عيدا لمن لم يذق قلوبهم ذوق العيد. ونصير سعداء وأنصارا لمن يحتاج إلى الحبّ والرحمة من الأيتام والغرباء. ودعونا نحمل فرحة العيد إلى السجناء في السجون وإلى المرضى في المستشفيات وإلى كل مكان يمكننا الوصول إليه. ونقضي على الزعل والسخط والغيظ بين إخواننا. ونساهم في تشكيل ذكريات جميلة عند أذهان أولادنا من خلال إظهار لهم الحب وإحساس بهم فرحة العيد. ولكن الأهم من ذلك، دعونا لا ننسى أن الإسلام دين شامل يحيط بنا كل أفكارنا ومواقفنا وأفعالنا. ونحمل مكاسب شهر رمضان وجماله بعد العيد إلى كل شهور من حياتنا نحاول الحفاظ على استقرارنا في العبادات والحسنات.

ومع هذه المشاعر والأفكار، أتمنى أن يكون عيد الفطر هذا وسيلة لتعزيز وعينا الإسلامية وشعورنا الأخوة أكثرا فأكثر وسببا إلى هداية البشرية وسلامها. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوصّلكم إلى عديد من العيد مع صحة وسلامة. وعيد فطر مبارك على الأمة الإسلامية في كل مكان، كل عام وأنتم بخير.

الأستاذ الدكتور علي أرباش

رئيس الشؤون الدينية