شارك Facebook Facebook Facebook
mardi 26 mai 2020

رئيس الشؤون الدينية أرباش يقوم بإلقاء خطبة العيد في مسجد أحمد حمدي أكْسَكي

Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ahmet Hamdi Akseki Camii’nde bayram hutbesi irad etti

 

  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ahmet Hamdi Akseki Camii’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ahmet Hamdi Akseki Camii’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ahmet Hamdi Akseki Camii’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ahmet Hamdi Akseki Camii’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ahmet Hamdi Akseki Camii’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ahmet Hamdi Akseki Camii’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ahmet Hamdi Akseki Camii’nde bayram hutbesi irad etti
  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş, Ahmet Hamdi Akseki Camii’nde bayram hutbesi irad etti

 

قام رئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش بإلقاء خطبة العيد بعد إمامة المصلين في صلاة العيد وذلك في مسجد أحمد حمدي أكْسَكي. حيث تم اتخاذ التدابير في المسجد وفقاً للتعميم المتعلق "بأداء العبادة جماعة في المساجد والمصليات" الذي قامت وزارة الداخلية بنشره في إطار التدابير المتخذة في مواجهة كوفيد-19

قام رئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش بإمامة المصلين في صلاة عيد الفطر المبارك ومن ثم قام بإلقاء خطبة العيد.

وقد حضر صلاة العيد التي أقيمت في ظل اتخاذ التدابير وفقاً للتعميم المتعلق "بأداء العبادة جماعة في المساجد والمصليات" الذي قامت وزارة الداخلية بنشره في إطار التدابير المتخذة في مواجهة كوفيد-19، كل من أفراد الأجهزة الأمنية والشرطة وفرق الإنقاذ الطبي الوطني والطواقم الطبية وعمال النظافة وموظفي الأمن ممن يعملون في ظل الحظر الجزئي المفروض.

وبعد إتمام صلاة العيد المقامة في مسجد أحمد حمدي أكْسَكي في العاصمة أنقرة قام رئيس الشؤون الدينية أرباش بإلقاء خطبة العيد والتي حملت العنوان "عِيدُ الْفِطْرِ: مُنَاخٌ لِلْفَرْحَةِ وَالطُّمَأْنِينَةِ".

وقد جاء في خطبة السيد أرباش ما يلي؛

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ الْكِرَامُ!

إِنَّنَا نَعِيشُ حُزْنَ وَدَاعِ شَهْرٍ آخَرَ مِنْ شُهُورِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ الَّتِي هِيَ وَسِيلَةٌ لِلْرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالْبَرَكَةِ. وَفِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ، فَإِنَّنَا نَحْيَا فَرْحَةَ بُلُوغِنَا وَوُصُولِنَا لِعِيدِ الْفِطْرِ الْمُبَارَكِ الَّذِي هُوَ مُنَاخٌ لِلْفَرَحِ وَالطُّمَأْنِينَةِ. فَالْحَمْدُ وَالثَّنَاءُ لِلْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الَّذِي بَلَّغَنَا لِصَبَاحِ هَذَا الْعِيدِ. وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِنَا مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي عَلَّمَنَا كَيْفَ نُحْيِي أَعْيَادَنَا.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!

إِنَّ هُنَاكَ عِيدَيْنِ عَظِيمَيْنِ اِثْنَيْنِ قَدْ أَهْدَاهُمَا الْإِسْلَامُ لِلْمُؤْمِنِينَ. فَأَحَدُهُمَا هُوَ عِيدُ الْفِطْرِ الْمُبَارَكِ الَّذِي نَعِيشُهُ وَنَحْيَاهُ الْآنَ، وَأَمَّا الْآخَرُ، فَهُوَ عِيدُ الْأَضْحَى الْمُبَارَكِ الَّذِي سَوْفَ نُدْرِكُهُ قَرِيبَاً إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَإِنَّنَا قَدْ قُمْنَا بِالْاِسْتِعْدَادِ طِيلَةَ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ مِنْ أَجْلِ الْعِيدِ. وَأَطَعْنَا رَبَّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَصُمْنَا مِنْ أَجْلِ رِضَاهُ وَحْدَهُ فَقَطْ. وَسَعَيْنَا كَذَلِكَ كَيْ نُنِيرَ لَيَالِينَا بِصَلَوَاتِ التَّرَاوِيحِ جَنْبَاً إِلَى جَنْبٍ مَعَ الصَّلوَاتِ الْخَمْسِ الْمَكْتُوبَةِ. وَقَدْ طَهَّرْنَا أَرْوَاحَنَا بِالْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الَّذِي قَرَأْنَاهُ وَتَفَكَّرْنَا فِيهِ. كَمَا أَنَّنَا قَدْ تَخَلَّصْنَا مِنْ ثِقَلِ ذُنُوبِنَا وَآثَامِنَا بِالتَّوْبَةِ وَالْاِسْتِغْفَارِ. وَقَدْ أَدَّيْنَا حَقَّ أَمْوَالِنَا وَوَقَفْنَا إِلَى جَانِبِ الْمُحْتَاجِينَ مِنْ إِخْوَانِنَا بِالزَّكَاةِ وَصَدَقَاتِ الْفِطْرِ. أَمَّا فِي الْأَيَّامِ الْأَخِيرَةِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ فَقَدْ قُمْنَا بِإِحْيَاءِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي جَعَلَهَا رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِتَكُونَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ وَأَدْرَكْنَا عِيدَ الْفِطْرِ الْمُبَارَكِ وَلِلهِ الْحَمْدُ عَلَى ذَلِكَ!

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!

إِنَّ الْأَعْيَادَ هِيَ أَيَّامٌ مُبَارَكَةٌ يَعِيشُ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ الشُّعُورَ ذَاتَهُ وَهُمْ الَّذِينَ يَجْمَعُهُمْ إِيمَانٌ وَعِبَادَةٌ وَدُعَاءٌ وَاحِدٌ حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ لُغَاتُهُمْ وَأَعْرَاقُهُمْ وَأَلْوَانُهُمْ وَجُغْرَافِيَّتُهُمْ وَثَقَافَاتُهُمْ مُخْتَلِفَةً وَمُتَبَايِنَةً. وَهِيَ أَوْقَاتٌ قَيِّمَةٌ وَنَفِيسَةٌ يَعُمُّ فِيهَا الْخَيْرُ وَالسَّعَادَةُ وَالْمَحَبَّةُ وَالسَّلَامُ وَتَسُودُ أَمْوَاجُهَا، وَتَزْدَادُ فِيهَا رُوحُ التَّكَافُلِ وَرَوَابِطُ الْأُخُوَّةِ صَلَابَةً وَقُوَّةً. كَمَا أَنَّهَا كَذَلِكَ أَوْقَاتٌ اِسْتِثْنَائِيَّةٌ تُذَكِّرُ بِمُحَاسَبَةِ مَا مَضَى مِنْ أَعْمَارِنَا وَبِالْعَوْدَةِ إِلَى جَوْهَرِنَا وَفِطْرَتِنَا مِنْ جَدِيدٍ.

إِخْوَانِي الْأَفَاضِلُ!

إِنَّنَا إِذْ نُحْيِي مِنْ جَانِبٍ شَهْرَ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ الَّذِي يُحِيطُ الْعَالَمَ بِجَمَالَاتِهِ وَحِكَمِهِ الَّتِي لَا تُحْصَى، فَإِنَّهُ مِنْ جَانِبٍ آخَرَ، تَدْعُونَا الْأَزَمَاتُ الْكَبِيرَةُ الَّتِي تَحْيَاهَا الْبَشَرِيَّةُ وَتَدْفَعُنَا جَمِيعَاً لِلتَّفَكُّرِ وَالتَّدَبُّرِ. وَذَلِكَ لِأَنَّ التَّبْذِيرَ وَالْأَنَانِيَّةَ وَالْمَشَاكِلِ الْاِجْتِمَاعِيَّةَ الَّتِي هِيَ الْيَوْمَ عَلَى مُسْتَوَىً عَالَمِيٍّ، تُحَاصِرُ الْحَيَاةَ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهَا. وَإِنَّهُ مَعَ الْأَسَفِ، قَدْ لُوِّثَ عَلَى مَدَارِ قَرْنٍ مِنْ الزَّمَنِ كُلٌّ مِنْ الْهَوَاءِ وَالْمَاءِ وَالتُّرْبَةِ وَالْبِيئَةِ مِنْ خِلَالِ مَنْهَجٍ غَيْرِ مَسْؤُولٍ كَمَا قَدْ ظَهَرَ فَسَادٌ كَمَا لَوْ كَانَ  عَالَمِيَّا. وَقَدْ تُرِكَ نِصْفُ الْعَالَمِ لِلْيَأْسِ وَلِلْعَيْشِ فِي ظُرُوفٍ صَعْبَةٍ وَقَاسِيَةٍ بِفِعْلِ الْحُرُوبِ وَالْاِسْتِعْمَارَاتِ وَالْاِحْتِلَالَاتِ وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ التَّنَكُّرِ لِلرَّحْمَةِ وَالْحُقُوقِ. كَمَا أَنَّ الْمَلَايِينَ مِنْ النَّاسِ أَصْبَحُوا مَأْسُورِينَ لِلْجُوعِ وَالْفَقْرِ وَالْحَاجَةِ وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أُهْمِلَ التَّعَاوُنُ وَالتَّكَافُلُ. وَلَا شَكَّ أَنَّ الْحُرُوبَ وَالْمُنَظَّمَاتِ الْإِرْهَابِيَّةَ وَالْاِحْتِلَالَاتِ قَدْ سَحَبَتْ مَلَايِينَ الْبَشَرِ إِلَى دَوَّامَةِ الدِّمَاءِ وَالدُّمُوعِ وَالْيَأْسِ. وَفِي الْأَصْلِ، فَإِنَّ الْبَشَرِيَّةَ تَدْفَعُ ثَمَنَ إِهْمَالِهَا لِلْمَسْؤُولِيَّاتِ وَالْحُقُوقِ وَالْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الَّتِي هِيَ ضِمْنُ عِلَاقَتِهَا بِالْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ وَالْاِقْتِصَادِ وَالتُّكْنُولُوجْيَا وَالطَّبِيعَةِ.

وَبِالتَّالِي، فَإِنَّ مَا يَقَعُ الْيَوْمَ عَلَى عَاتِقِنَا جَمِيعَاً مِنْ مُهِمَّةٍ، هِيَ أَنَّ نَعْمَلَ بِكَامِلِ قُوَّتِنَا مِنْ أَجْلِ أَنْ نُبَيِّنَ وَنُوَضِّحَ بِمَنْهَجٍ جَمِيلٍ وَبِأُسْلُوبٍ حَكِيمٍ لِكُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الْأُسْرَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ مَفْهُومَ الْحُقُوقِ وَالْعَدَالَةِ الْإِسْلَامِيِّ وَمَنْهَجَ رَسُولِنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي لَا تَحُدُّهُ عُصُورٌ وَأَزْمِنَةٌ وَكَذَلِكَ أَوْصَافَهُ الْأَخْلَاقِيَّةَ السَّامِيَةَ.

إِخْوَانِي الْكِرَامُ!

إِنَّنَا نَقُولُ أَنَّ الْهَدَفَ الْأَسَاسِيَّ لِدِينِنَا الْإِسْلَامِيِّ الْعَظِيمِ يَتَمَثَّلُ فِي فِعْلِ الْخَيْرِ عَلَى وَجْهِ هَذِهِ الْأَرْضِ بِالرَّحْمَةِ وَالْعَدَالَةِ؛ وَفِي السَّعْيِ إِلَى إِزَالَةِ كُلِّ أَشْكَالِ الشَّرِّ وَالْقُبْحِ وَالْعَدَاوَةِ الَّتِي تُسَمَّى عَلَى أَنَّهَا إِثْمٌ. كَمَا أَنَّ أَحَدَ أَكْثَرِ الْغَايَاتِ وَالْحِكَمِ أَسَاسِيَّةً لِجَمِيعِ الْعِبَادَاتِ تَتَمَثَّلُ فِي جَعْلِ النَّاسِ يَتَّسِمُونَ بِالْأَخْلَاقِ وَالْحِسِّ وَالْمَسْؤُولِيَّةِ وَجَعْلِ الْجَمَالَاتِ وَالْفَضَائِلَ الَّتِي تُكْسِبُهَا الْعِبَادَةُ لِتَكُونَ مَرْكَزَاً لِلْحَيَاةِ الْاِجْتِمَاعِيَّةِ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!

إِنَّ دِينَنَا الْإِسْلَامِيَّ الْعَظِيمَ يَدْعُونَا بِشَكْلٍ دَائِمٍ لِلْخَيْرِ وَلِلتَّمَسُّكِ بِأَخْلَاقِ الْإِحْسَانِ وَلِلتَّعَاوُنِ وَالتَّقَاسُمِ وَالْكَرَمِ وَالْعَدْلِ وَالرَّحْمَةِ وَعَدَمِ أَكْلِ حُقُوقِ الْعِبَادِ وَلِلْاِبْتِعَادِ عَنْ كُلِّ الْأَفْعَالِ الَّتِي تَكُونُ سَبَبَاً لِلْكَسْبِ غَيْرِ الْمَشْرُوعِ وَفِي مُقَدِّمَتِهِ الرِّبَا وَذَلِكَ مِنْ أَجْلِ اِسْتِقْرَارِنَا وَطُمَأْنِينَتِنَا الدُّنْيَوِيَّةِ وَالْأُخْرَوِيَّةِ. وَذَلِكَ لِأَنَّ الْحَيَاةَ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ هِيَ بِمَثَابَةِ رِحْلَةٍ فِي الْخَيْرِ. وَإِنَّ الْإِنْسَانَ هُوَ عَابِرُ سَبِيلٍ يَأْتِي إِلَى هَذِهِ الدُّنْيَا مِنْ أَجْلِ "الْإِيمَانِ" بِرَبِّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمِنْ أَجْلِ "الْقِيَامِ بِأَعْمَالِ الْخَيْرِ".

وَلَا شَكَّ أَنَّ هُنَاكَ بُعْدَيْنِ اِثْنَيْنِ لِأَعْمَالِ الْخَيْرِ؛ أَوَّلُهُمَا، هُوَ نَشْرُ كُلِّ مَا هُوَ طَيِّبٌ وَجَمِيلٌ، أَمَّا ثَانِيهِمَا، فَهُوَ الْكِفَاحُ مِنْ أَجْلِ إِزَالَةِ الشَّرِّ وَرَفْعِهِ.

وَفِي هَذَا السِّيَاقِ، فَإِنَّنَا مُحْتَاجُونَ بِاِسْمِ الْخَيْرِ لِبَذْلِ الْجُهُودِ مِنْ أَجْلِ نَشْرِ قِيَمِ السَّلَامِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْعَدَالَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالتَّقَاسُمِ وَالتَّعَاوُنِ وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ تَبَنِّي وَتَفْضِيلِ هَذِهِ الْقِيَمِ.

وَمِنْ جَانِبٍ آخَرَ، فَإِنَّنَا مُجْبَرُونَ عَلَى بَذْلِ الْمَسَاعِي وَالْجُهُودِ مِنْ أَجْلِ مَنْعِ الشُّرُورِ وَالْفَسَادِ وَالظُّلْمِ وَالْفِتَنِ وَالتَّمْيِيزِ وَالْإِقْصَاءِ وَالْجُورِ وَالْعُنْفِ. وَأَنْ نَعْمَلَ مَعَاً وَسَوِيَّاً عَلَى أَدَاءِ مُهِمَّتِنَا هَذِهِ الْمَاثِلَةِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ بِالتَّعْبِيرِ الشَّامِلِ وَالْكَامِلِ الْوُضُوحِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى "يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ". وَلِذَلِكَ، فَإِنَّ الْعَمَلَ بِأَيْدِينَا وَأَلْسِنَتِنَا وَقُلُوبِنَا مِنْ أَجْلِ أَنْ يَعُمَّ وَيَنْتَشِرَ الْخَيْرُ وَكَذَلِكَ الْوُقُوفَ عَلَى النَّحْوِ نَفْسِهِ فِي وَجْهِ الشَّرِّ هُوَ مِمَّا يَقْتَضِيهِ وَيَسْتَوْجِبُهُ إِيمَانُنَا.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!

إِنَّ الْحَقَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَدْ جَعَلَنَا إِخْوَةً لِبَعْضِنَا الْبَعْضَ بِمُوجَبِ فَرَمَانٍ إِلَهِيٍّ. كَمَا أَنَّ خَاتَمَ رُسُلِهِ رَسُولُنَا الْحَبِيبُ مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ شَبَّهَ الْمُسْلِمِينَ بِأَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ حَيْثُ ذَكَرَ أَنَّ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ يَسْتَشْعِرُونَ إِذَا مَا أَصَابَتْ أَحَدَهُمْ الْآلَامُ وَالْمِحَنُ.

وَقَدْ ذَكَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ الْمُسْلِمُ مُؤْمِنَاً كَامِلَاً إِذَا لَمْ يَكُنْ يُحِبُّ لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ مَا يُحِبُّهْ هُوَ لِنَفْسِهِ. كَمَا أَنَّهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ بَاتَ شَبْعَانُ وَجَارُهُ جَائِعٌ.

وَإِنَّ جَمِيعَ هَذِهِ الدَّسَاتِيرُ وَالْأَحْكَامُ مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُلْقِي عَلَى عَاتِقِنَا مَسْؤُولِيَّةً لَا غِنَى عَنْهَا مُتَمَثِّلَةً فِي مَعْرِفَةِ بَعْضِنَا الْبَعْضَ بِصُورَةٍ أَكْبَرَ وَكَذَلِكَ فِي تَقْوِيَةِ أُخُوَّتِنَا. وَهَكَذَا، فَإِنَّ الْأَعْيَادَ هِيَ أَجْمَلُ الْوَسَائِلِ الَّتِي تَزِيدُ مِنْ الْحُبِّ وَالْمَحَبَّةِ بَيْنَنَا وَالَّتِي تَقُومُ بِتَرْسِيخِ وَحْدَتِنَا وَأُخُوَّتِنَا.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!

إِنَّنَا مَعَ الْأَسَفِ، قَدْ اِسْتَيْقَظْنَا هَذِهِ السَّنَةِ عَلَى صَبَاحِ عِيدٍ حَزِينٍ بِسَبَبِ الْوَبَاءِ الْمُعْدِي. فَلَمْ نَتَمَكَّنْ كَشَعْبٍ مِنَ أَنْ نُهَرْوِلَ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِحَمَاسِنَا وَنَرُصَّ الصُّفُوفَ مِثْلَمَا كَانَ عَلَيْهِ الْأَمْرُ فِي السَّنَوَاتِ السَّابِقَةِ. وَإِنَّنَا لَنْ نَتَمَكَّنَ مِنْ الْقِيَامِ بِزِيَارَاتِ الْعِيدِ كَيْ نُحَافِظَ عَلَى التَّبَاعُدِ الْاِجْتِمَاعِيِّ وَمِنْ أَجْلِ أَنْ لَا نَتَعَدَّى عَلَى حُقُوقِ الْعِبَادِ مِنْ خِلَالِ نَشْرِ الْعَدْوَى وَنَقْلِهَا. وَلَنْ نَسْتِطِيعَ كَذَلِكَ أَنْ نَقُومَ بِمُصَافَحَةِ وَمُعَانَقَةِ بَعْضِنَا الْبَعْضَ. كَمَا أَنَّنَا لَنْ نَتَمَكَّنَ مِنْ أَنْ نَلْتَفَّ وَنَتَحَلَّقَ حَوْلَ مَائِدَةٍ وَاحِدَةٍ مَعَ جَمِيعِ أَقَارِبِنَا مِنْ أَطْفَالٍ وَكِبَارٍ وَشَبَابٍ. وَلَكِنَّنَا، فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِهَذَا الْأَمْرِ، نُؤْمِنُ بِشَكْلٍ كَامِلٍ أَنَّهُ طَالَمَا كَانَتْ قُلُوبُنَا تَخْفِقُ بِالْحَمَاسِ ذَاتِهِ، فَلَا أَهَمِّيَّةَ عِنْدَهَا لِلْمَسَافَاتِ الَّتِي هِيَ بَيْنَنَا. وَطَالَمَا أَنَّنَا نَعِيشُ الشُّعُورَ ذَاتَهُ وَنَتَقَاسَمُ الْإِحْسَاسَ نَفْسَهُ فَإِنَّ الْبُعْدَ لَنْ يَكُونَ عَائِقَاً فِي وَجْهِ صَدَاقَاتِنَا. يَكْفِي أَنْ نَسْتَضِيفَ أَحْبَابَنَا فِي مَنَازِلِ قُلُوبِنَا. وَلِنُكْرِمَهُمْ حُبَّنَا وَشَفَقَتَنَا وَمَحَبَّتَنَا. وَلِنَعِشْ حَيَاةً نَزِيهَةً مُنْسَجِمَةً مَعَ نَصِيحَةِ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هَذِهِ. إِذْ يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ؛ "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"

أيها المسلمون الأعزاء!

إن أسرنا هي أكثر كنوزنا قيمةً. وأزواجنا هم وهن أعظم داعمينا. وأبناؤنا هم نور وضياء عيوننا. وإن جميع المؤمنين إخوتنا. وحتى لو كانوا بعيدين عنا فإن وجود آباءنا وأمهاتنا وأقاربنا وإخواننا من شأنه أن يمنحنا الأمان وأن يلهمنا الطمأنينة. فإذا ما وصلنا سلامهم فإن الدنيا تصبح ملكنا. وتزداد فرحتنا وبهجتنا أضعافاً مضاعفة.

لذا، فلندرك الطمأنينة والسعادة الخاصة بالتمام العائلة واجتماعها من أجل أن نستشعر في جميع كينونتنا اللذة المعنوية لأيام العيد. ولنقم بمهاتفة آبائنا وأمهاتنا وأقاربنا وإخواننا ولنسأل عن أحوالهم وأوضاعهم. ولنقم بالدعاء لهم ولنتحصل كذلك على خير دعائهم. ولا ننسى أن دعواتنا التي ندعوها من صميم قلوبنا سوف تقربنا من إخواننا المؤمنين من جهة وسوف تكون وسيلة لقبول تضرعنا وسؤالنا من جهة ثانية. وإن رسولنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف: "دَعْوةُ المرءِ المُسْلِمِ لأَخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابةٌ، عِنْد رأْسِهِ ملَكٌ مُوكَّلٌ كلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بخيرٍ قَال المَلَكُ المُوكَّلُ بِهِ: آمِينَ، ولَكَ بمِثْلٍ"

أيها المؤمنون الأفاضل!

إن الأعياد هي أيام تستوجب الحرمة. لذا، فلننهي بحرمة هذه الأيام الخصومات والمشاحنات. ولنبتعد عن التصرفات والأفعال ونقاط الضعف الأخلاقية التي من شأنها أن تخدش أخوتنا وتجرحها. ولا شك أن من أهم مقومات الشعب والمجتمع أن يتمتع الناس بمفهوم التعايش مع بعضهم البعض في سلام واستقرار على اختلاف معتقداتهم وخلفياتهم العرقية واختلاف مذاهبهم ومشاربهم. وأن يبتعدوا عن جميع الأفعال والتصرفات التي من شأنها أن تضر بالوحدة والاتحاد بعد أن يعترفوا بأن الاختلاف هو ثروة في حد ذاته ويقبلوا بذلك. وكذلك أن يظهروا الاحترام للاختلاف الذي يتسم به الآخرين، وأن لا ينتقصوا من الاحترام للقيم الاعتقادية خاصة ولو بمقدار ذرة. ومن خلال هذه المناسبة، فلنستذكر في يوم العيد من جديد هذا التنبيه لرسولنا صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: " وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوانًا"

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!

إِنَّنَا قَدْ تَرَكْنَا خَلْفَنَا شَهْرَاً آخَرَ مِنْ شُهُورِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ الَّذِي طَهَّرْنَا فِيهِ دُنْيَا أَذْهَانِنَا وَقُلُوبِنَا بِعِبَادَاتِنَا وَطَاعَاتِنَا. وَلَكِنَّنَا نَعْلَمُ وَنُدْرِكُ أَنَّ مَسْؤُولِيَّاتِنَا تُجَاهَ رَبِّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُسْتَمِرَّةً إِلَى أَنْ تَنْتَهِي آجَالُنَا وَيَأْتِينَا الْمَوْتُ. وَإِنَّ الْأَمْرَ الْمُهِمَّ هُوَ أَنْ نَقُومَ بِتَعْمِيمِ شُعُورِ الطَّاعَةِ الَّذِي اِكْتَسَبْنَاهُ خِلَالَ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ عَلَى عُمْرِنَا بِأَكْمَلِهِ.

كَمَا تَعْلَمُونَ، فَإِنَّنَا كُنَّا قَدْ أَوْقَفْنَا مُنْذُ مُدَّةٍ صَلَاةَ الْجَمَاعَةِ فِي مَسَاجِدِنَا وَذَلِكَ فِي إِطَارِ التَّدَابِيرِ الْمُتَّخَذَةِ لِمُكَافَحَةِ الْوَبَاءِ الْمُعْدِي. وَبِإِذْنِ اللَّهِ سَوْفَ يَتِمُّ فَتْحُ مَسَاجِدِنَا لِلْعِبَادَةِ وَالْجَمَاعَةِ بَدْءً مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ بِتَارِيخِ 29 مَايُو/آيَارَ وَبِشَكْلٍ تَدْرِيجِيٍّ.

وَلَا شَكَّ أَنَّنَا لَمْ نَصِلْ لِهَذِهِ الْأَيَّامِ بِسُهُولَةٍ. فَقَدْ أَظْهَرْنَا مِثَالَاً عَظِيمَاً فِي الْمُكَافَحَةِ ضِدَّ الْوَبَاءِ الْمُعْدِي الَّذِي أَحَاطَ الْعَالَمَ بِأَجْمَعِهِ. وَقُمْنَا كَشَعْبٍ بِوَضْعِ أَيْدِينَا بِأَيْدِي بَعْضِنَا الْبَعْضَ دُونَ الْإِحْسَاسَ بِالْيَأْسِ وَالرُّكُونَ إِلَيْهِ. وَقَدْ اِجْتَهَدْنَا وَعَمِلْنَا لَيْلَاً وَنَهَارَاً وَاِمْتَثَلْنَا لِلتَّدَابِيرِ الَّتِي تَمَّ اِتِّخَاذُهَا. وَقَدْ كُنَّا دَاعِمِينَ لِدُعَائِنَا الْفِعْلِيِّ بِدُعَائِنَا الْقَوْلِيِّ. وَقَدْ اِلْتَجَأْنَا لِلْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَعُذْنَا بِجَنَابِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَوَثِقْنَا بِهِ تَعَالَى مِنْ خِلَالِ تَضَرُّعِنَا. وَقَدْ تَمَنَّيْنَا أَنْ يَمُنَّ وَيُنْعِمَ عَلَيْنَا بِنِعْمَةِ التَّمَكُّنِ مِنْ الصَّلَاةِ جَمَاعَةً فِي مَسَاجِدِنَا بِشَوْقٍ وَلَهْفَةٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّ التَّدَابِيرَ الَّتِي اِتَّخَذْنَاهَا قَدْ أَثْمَرَتْ بِنَتَائِجِهَا وَإِنَّ تَوَكُّلَنَا وَدَعَوَاتِنَا قَدْ تَحَقَّقَ لَهَا الْقَبُولُ عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَلَقَدْ اِقْتَرَبَتْ الْأَيَّامُ الَّتِي سَوْفَ نُصَلِّي فِيهَا جَمَاعَةً فِي مَسَاجِدِنَا. وَإِنَّنَا نَحْمَدُ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي بَلَّغَنَا هَذِهِ الْأَيَّامَ وَنُثْنِي عَلَيْهِ ثَنَاءً لَا يَنْتَهِي.

إِخْوَانِي الْأَعِزَّاءُ!

إِنَّ الْاِمْتِثَالَ لِلتَّدَابِيرِ الْخَاصَّةِ بِمُكَافَحَةِ هَذَا الْوَبَاءِ الْمُعْدِي بِنَفْسِ الْعَزِيمَةِ وَنَفْسِ الدِّقَّةِ بَعْدَ أَنْ يَتِمَّ فَتْحُ الْمَسَاجِدِ لِلْعِبَادَةِ الْجَمَاعِيَّةِ أَيْضَاً، لَهُوَ مُهِمَّتُنَا وَوَظِيفَتُنَا الْأَسَاسِيَّةُ. وَفِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ، سَوْفَ نَقُومُ بِأَدَاءِ صَلَوَاتِنَا فِي الْمَسَاجِدِ جَمَاعَةً فَقَطْ فِي أَوْقَاتِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ. أَمَّا صَلَوَاتُ الْجُمُعَةِ فَسَوْفَ نُصَلِّيهَا فِي بَاحَاتِ الْمَسَاجِدِ وَالسَّاحَاتِ الْمَفْتُوحَةِ وَذَلِكَ إِلَى أَنْ تَقِلَّ الْخُطُورَةُ. وَلَكِنْ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرْضَى مِنْ ذَوِي الْأَمْرَاضِ الْمُزْمِنَةِ وَالَّذِينَ هُمْ فَوْقَ سِنِّ الْ 65 مِنْ كِبَارِنَا وَمِمَّنْ هُمْ تَحْتَ سِنِّ الْ 20 مِنْ إِخْوَانِنَا وَلِمَنْ تَظْهَرُ عَلَيْهِمْ أَعْرَاضُ الْمَرَضِ فَسَوْفَ يَصْبِرُونَ قَلِيلَاً وَسَيَسْتَمِرُّونَ فِي أَدَاءِ صَلَوَاتِهِمْ فِي بُيُوتِهِمْ. وَلِنَأْتِي إِلَى الْمَسْجِدِ مُتَوَضِّئِينَ مِنْ قَبْلِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ الْأَمَاكِنُ الْمُخَصَّصَةُ لِلْوُضُوءِ مُغْلَقَةً. وَلْنُحْضِرْ مَعَنَا مِصَلِّيَّاتِنَا الْخَاصَّةَ. وَلِنَقُمْ بِفَرْدِ الْمِصَلِّيَّاتِ الْخَاصَّةِ بِنَا فِي الْأَمَاكِنِ الَّتِي تَمَّ تَحْدِيدُهَا وَتَوْضِيحُهَا بِعَلَامَاتِ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ لِنُؤَدِّي صَلَوَاتِنَا فِي تِلْكَ الْأَمَاكِنِ. وَلِنَقُمْ بِوَضْعِ الْكَمَّامَاتِ أَثْنَاءَ قُدُومِنَا لِلْمَسْجِدِ وَلَا يَجِبُ أَنْ نَقُومَ بِنَزْعِهَا إِلَى أَنْ نَعُودَ إِلَى بُيُوتِنَا. وَلْنُحَافِظْ مِنْ جَمِيعِ الْجَوَانِبِ عَلَى قَوَاعِدِ التَّبَاعُدِ الْاِجْتِمَاعِيِّ وَنُرَاعِيهَا. وَلِنَقُمْ بِالْمُصَافَحَةِ مِنْ خِلَالِ مَسَافَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَبِسَلَامِ الْقُلُوبِ. وَلْنُرَاعِي تَنْبِيهَاتِ مُوَظَّفِي الْمَسَاجِدِ وَتَوْجِيهَاتِهِمْ بِصَبْرٍ وَدِقَّةٍ. وَذَلِكَ إِلَى أَنْ نَصِلَ قَرِيبَاً وَنَعُودَ إِلَى الْأَيَّامِ الَّتِي نَشْتَاقُ إِلَيْهَا وَنَتَلَهَّفُ عَلَيْهَا بِإِذْنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

وَإِنَّنِي إِذْ أُنْهِي خُطْبَتِي، أُهَنِّئُ شَعْبَنَا الْعَزِيزَ بَادِئَ ذِي بِدْءٍ وَكَذَلِكَ الْعَالَمَ الْإِسْلَامِيَّ بِأَسْرِهِ بِمُنَاسَبَةِ عِيدِ الْفِطْرِ الْمُبَارَكِ. وَأَسْأَلُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يَمُنَّ عَلَيْنَا بِالنَّجَاةِ وَالْخَلَاصِ فِي أَقْرَبِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ مِنْ هَذَا الْوَبَاءِ الْمُعْدِي الَّذِي نَحْنُ بِصَدَدِهِ. وَأَنْ يُنْعِمَ بِالرَّحْمَةِ عَلَى مَوْتَانَا وَأَنْ يُشَافِي وَيُعَافِي مَرْضَانَا. وَأَتَمَنَّى لَكُمْ عِيدَاً مُبَارَكَاً.