رئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش يتحدث خلال "مؤتمر مع السلام ضد الإحتلال" ويقول "إنه يجب على بعض الأشخاص والجماعات في العالم الإسلامي ممن تحمل أقوالهم وأفعالهم معنى الخيانة للقدس بتفكيرهم في مصالحهم الشخصية، أن يتراجعوا عن هذه الخيانة على الفور"
قام رئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش بالحديث خلال "مؤتمر مع السلام ضد الاحتلال" الذي قامت بتنظيمه محكمة العدل التابعة للدولة الفلسطينية وذلك في إطار مواجهة "خطة الضم" الإسرائيلية التي تهدف لضم بعض المناطق التابعة للضفة الغربية المحتلة.
وأفاد رئيس الشؤون الدينية أرباش خلال المؤتمر الذي تمت إقامته عبر نظام الفيديو كونفرانس بأن القدس قد قضت أكثر سنواتها عدالةً وتسامحاً في ظل الحكم الإسلامي، وأضاف متحدثاً، "إن القدس قد ظلت في ظل إدارات المسلمين العادلة والمتسامحة مدينة مثالية استمرت فيها المعتقدات المختلفة في المحافظة على وجودها وكينونتها في ظل احترامها لبعضها البعض". ولفت السيد أرباش الأنظار إلى أن القدس في وقتنا الحاضر قد فقدت هذه السمة بسبب سياسات المحتلين التي تتسم بالعنف والكراهية، وقد تحدث مضيفاً، "إن المحتلين يريدون أن يقوموا بشرعنة احتلال القدس بتعديهم على كافة المبادئ الأخلاقية والقانونية. وإنهم يحولون حتى دون أن يقوم المسلمون بأداء العبادة في أماكن العبادة الخاصة بهم وذلك من خلال ممارساتهم الخارجة عن القانون وعن الإنسانية. وإنهم كذلك يقومون بإلحاق الضرر في الموروثات الدينية والثقافية، كما أنهم يقومون بمسح الهوية الإسلامية للمدينة."
وأكد السيد أرباش على أن البشرية بأسرها ملزمة بالوقوف في وجه الاحتلال وبالدفاع عن القدس، وقد تحدث قائلاً، "إن القدس هي بمثابة اختبار قانوني وأخلاقي ووجداني للبشرية جمعاء. وإن القدس بمثابة امتحان إيماني وأخوي للأمة الإسلامية. ولا شك أن القدس ليست قضية الفلسطينيين والعرب وحدهم بل إنها القضية المشتركة للمسلمين جميعاً. وإنه يتوجب كذلك على المنصفين وأصحاب الضمائر من اليهود أن يقفوا في وجه الظلم القائم في مدينة القدس."
"يجب على مسلمي العالم بأسره أن يقفوا بشكل أكبر مع القضية الفلسطينية"
كما قام السيد أرباش بتوجيه ندائه للعالم الإسلامي حيث قال:
"إنه يجب على بعض الأشخاص والجماعات في العالم الإسلامي ممن تحمل أقوالهم وأفعالهم معنى الخيانة للقدس بتفكيرهم في مصالحهم الشخصية، أن يتراجعوا عن هذه الخيانة على الفور. وإنه يجب على مسلمي العالم بأسره أن يقفوا بشكل أكبر مع القضية الفلسطينية. كما أنه يجب على المسلمين أن يقوموا بحل مسائلهم الخاصة من خلال الابتعاد عن الخلافات العقيمة التي تنبني على العرقية والمذهبية، وفي ظل روح الوحدة وحق الأخوة."
"إن العالم الإسلامي يمتلك المقومات التي من شأنها أن تجلب الخير والعدل لوجه هذه الأرض بأسرها"
ووجه السيد أرباش الأنظار إلى أن طريق إيقاف الاحتلال والظلم القائم في القدس يمر من خلال تحرك المسلمين في ظل الوحدة والاتحاد، وقد أضاف بقوله "إننا نعلم أن العالم الإسلامي يمتلك بالقوة. وأن العالم الإسلامي يتمتع بالثروات. وأن العالم الإسلامي يمتلك المقومات والامكانات التي من شأنها أن تجلب الخير والعدل لوجه هذه الأرض بأسرها. ولكن العالم الإسلامي لا يدرك هذا الأمر مع الأسف. وأنه لا يمكن له أن يوظف امكاناته بشكل كاف في ظل الخلافات الداخلية والفتن والتفرقة."
وأشار السيد أرباش إلى أن تركيا تقف دائماً وفي كل وقت إلى جانب جميع المسلمين والمظلومين في هذا العالم، كما أضاف بقوله، "إننا في كل محفل نقوم بنقل قضية القدس إلى الواجهة. وإنني بهذه المناسبة، أقول أننا نقف إلى جانب المسلمين المضطهدين من الفلسطينيين الذين يقومون على حراسة المسجد الأقصى منذ سنين على الرغم من جميع أشكال الاحتلال والظلم وأنواعه، وأننا سوف نستمر في تقديم كافة أشكال الدعم لهم."
وقد شارك في المؤتمر ممثلين من دول إسلامية عديدة وفي مقدمتهم كل من الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القرة داغي، ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي القوقاز الشيخ شكر الله باشا زاده.