شارك Facebook Facebook Facebook
15/شعبان/1441

رسالة رئيس الشؤون الدينية السيد أرباش بمناسبة يوم الصحة العالمي الموافق للسابع من نيسان / أبريل

إننا ندرك عن قرب، في خضم هذا الوسط الذي نكافح فيه جميعاً  ممثلين بالدولة والشعب ونحارب ضد وباء كوفيد 19 المعدي الذي انتشر سريعاً في جميع أنحاء العالم والذي يهدد دولتنا كذلك، كم أن الصحة هي نعمة عظيمة وكم أن النظافة التي أمر بها ديننا هي مسؤولية مهمة.

وفيما يتعلق بهذا الأمر، فمن خلال حديثه الشريف الذي يقول فيه "الطهور شطر الإيمان" (صحيح مسلم، الطهارة، 1) فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلفت انتباهنا من جانب، كما أنه صلى الله عليه وسلم يؤكد من جانب آخر على حقيقة أن الصحة هي إكرام إلهي ينغر به الإنسان ويغفل عن قيمته ولا يدركها ولا يرعاها. (صحيح البخاري، الرقائق، 1) وبالإضافة لذلك، فإنه صلى الله عليه وسلم بين على نحو من الإيجاز أهمية التداوي والعلاج في حال الإصابة بالمرض لأي سبب كان بقوله صلى الله عليه وسلم؛ "تداوَوا عبادَ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ شفاءً..." (سنن أبي داود، الطب، 1) ويتضح جلياً من هذا أن الإنسان مكلف بالبحث عن سبل الشفاء من خلال استخدام عقله وعلمه وتجاربه، ومكلف بالتداوي وباتخاذ كافة الاحتياطات والسعي من أجل أن يعيش حياة صحية وسليمة.

وعلى النحو نفسه فإن ديننا الإسلامي الجليل الذي يهدف إلى أن يعيش كلاً من الفرد والمجتمع في ظل الاستقرار والأمان، يحظر أي مادة أو سلوك من شأنه أن يلقي بالصحة إلى التهلكة والخطر. ولهذا السبب، فإن الانتباه بصورة أكبر تجاه العادات المضرة والأخذ بالتدابير والاحتياطات اللازمة من أجل حفظ الصحة في هذه الأيام التي نستشعر فيها عن قرب أن الصحة والسلامة هي أعظم كنز حقيقي، هو بمثابة مسؤولية لا يمكن إهمالها"

وانطلاقاً من هذا الحس وهذا الفكر فإنني أهنئ جميع المجتمع الصحي بمناسبة "يوم الصحة العالمي"؛ وأتمنى أن يكون هذا اليوم المعتبر وسيلة لتشكل قاعدة وأرضية للحرص والحس فيما يتعلق بالنهج الصحي وأن يكون وسيلة للوعي والإدراك الفاعلين.

وإنني أتقدم بشكري على وجه الخصوص للعاملين ضمن الطواقم الطبية في بلادنا ممن يقدمون الخدمات ليل نهار بتضحيات عظيمة وهم يقفون في وجه هذا الوباء الذي نعيشه اليوم، وأسأل الله عز وجل أن يقبل منهم جهودهم وبذلهم لتكون صدقة جارية عنده سبحانه وأن يوفقوا جميعاً لعظيم اللطف الإلهي.

الأستاذ الدكتور علي أرباش

رئيس الشؤون الدينية