إنني أدين بشدة تلك الألفاظ التي تتخذ من الإسلام والمسلمين هدفاً لها والمليئة بالافتراءات حيث تفتقر إلى ما يؤيدها والتي جاءت ضمن التصريحات التي أدلى بها رئيس أساقفة اليونان أيرونيموس خلال الأيام الماضية. ولا شك أن هذه التصريحات من شأنها أن تحرض المجتمع وتدفع بالناس إلى نصب العداء والحقد والعنف تجاه ديننا الإسلامي الجليل.
وإنني أريد القول بأنه من الضروري على من هم ممثلين عن دين معين أن يقوموا بتصدير الخطابات التي من شأنها أن تدفع أناس هذا العالم وتحثهم على الابتعاد عن التناحر والتنازع وعلى التعايش معاً في سلام وضمن القواسم المشتركة للإنسانية وذلك من خلال الرسائل التي تحمل السلام والتعايش سوياً والتسامح كذلك. ولا شك أن إدلاءهم بتصريحات لا تناسب المهمة التي يتبنونها هو أمر مشين للغاية ولا يمكن القبول به. كما أنه من الضرورة بمكان أن يقف العالم المسيحي في وجه هذه النظرة السقيمة.
إن مثل هذه الخطابات التي تهدف إلى إقصاء المسلمين من شأنها أن تغذي تلك النظرة العنصرية ضد المسلمين وإنها تتحول إلى اعتداءات على أرواحهم وأماكن عبادتهم.
إنه ينبغي أن تكون الوظيفة الأهم لرجال الدين، ممن يجب عليهم أن يبذلوا الجهود من أجل يسود السلام والاستقرار، هي دعم ثقافة التعايش مع الآخر. ولا شك أن الأفعال والخطابات والمواقف التي لم تعمل على إقصاء الآخرين عبر تاريخ البشرية، لا بد أنها سوف تبقى دوماً رفيعة وثمينة، وإن الفطرة السوية للمؤمنين ستكون دائماً هي الغالبة ضد مثل هذه الخطابات. وإن الطريق الخاص بحقن البشرية بالسلام والاستقرار واللين والرحمة والشفقة والعدالة والفضيلة لا يمر عبر التناحر بل إنه يمر عبر جعل الأخلاق الخاصة بالتعايش سوياً في حالة تعاش فيها من جديد.
إن الحضارة الإسلامية هي حضارة عظيمة كانت دائماً وطيلة قرون ما تمكن الناس من أديان وثقافات مختلفة من العيش والتعايش معاً وقد حفظت حق الحياة لكل فرد وفقاً لمعتقده. وبهذه المناسبة فإنني أذكر مرة أخرى؛ بأن دين الإسلام هو دين سلام يهدف إلى تحقيق التقاء البشرية مع القيم السامية كالأخلاق والمرحمة والعدالة والسلام واللين.
الأستاذ الدكتور علي أرباش
رئيس الشؤون الدينية