شارك Facebook Facebook Facebook
16/شعبان/1442

رسالة رئيس الشؤون الدينية أرباش بمناسبة ليلة البراءة (النصف من شعبان)

إخواني الأفاضل،

سوف نحيي هذه الليلة معاً بإذن الله تعالى ليلة البراءة (النصف من شعبان) والتي هي أحد أوقات البركة من الأشهر الثلاثة التي هي موسم الرحمة. نحمد الله عز وجل الذي بلغنا هذه الليلة مرة أخرى.

إن البراءة هي بشرى للنجاة. وهي استحقاق العفو بلطف الله سبحانه وتعالى من خلال ترك الخطايا والذنوب استناداً على استشعار الطاعة. وهي الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى من كل شيء من شأنه أن يلوث الأذهان والقلوب وأن ينأى بالحياة عن معناها وغايتها. وهي الابتعاد عن كافة الرغبات والتصرفات التي لا تتماشى مع رضاه سبحانه وتعالى. كما أنها عيش الحياة مع إدراك وجود الله عز وجل الذي يعلم ويرى ويسمع كل شيء والذي هو صاحب القدرة وكذلك مع استشعار المسؤولية تجاهه سبحانه.

إن ليلة البراءة (النصف من شعبان) التي هي بمثابة المخبر باقتراب شهر رمضان لتذكرنا بمسؤولياتنا. وهي تشير إلى رفعة الطهارة في زمن تحاصر فيه أحاسيس الأنانية والكبر والحسد والشره الحياة واهترأت فيه القيم الإنسانية والفضائل الأخلاقية. كما أنها تدعو الإنسان للتعرف على الحقائق التي تخرج الإنسان من الأسر إلى الأصالة والحرية وتأخذه من الجهالة لتصل به إلى العلم والحكمة والعرفان.

"لنجعل من هذه الليلة وسيلة نزين من خلالها حياتنا بالأعمال الصالحة التي من شانها أن ترتقي بنا وتعلي قدرنا. وذلك لأن استشعار الأعمال الصالحة هو بمثابة درع قوي من شأنه أن يحمينا من كافة أشكال الأحاسيس والأفكار السيئة. وفي هذا السياق، فإن ربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم: "فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ" (سورة النساء، الآية: 173) وبذلك يذكر سبحانه بقدر وأهمية الفعل الطيب عنده.

لنجعل من هذه الليلة التي هي ليلة العفو والمغفرة الربانية لتكون ليلة للنجاة والبعث من جديد نتطهر فيها من ذنوبنا بالتوبة النصوح ونبني فيها آمالنا بالدعاء. ولنتضرع بطلب العفو والمغفرة من ربنا سبحانه وتعالى بالدعاء الذي علمنا إياه رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث قال؛ "اللهم إني أعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك...".

ولنسعى معاً وسوياً من أجل إنشاء حياة وعالم أكثر جمالاً من خلال نهج شامل يجعل من المعروف والاحترام والفطرة السليمة مركزاً له ضمن توجيه وإرشاد مبادئ ديننا الإسلامي الجليل التي تمنح الحياة.

وإنني انطلاقاً من هذا الشعور والفكر أهنئ أبناء شعبنا العزيز بادئ ذي بدء وكذلك سائر العالم الإسلامي بمناسبة ليلة البراءة (النصف من شعبان). كما أنني أرجو أن يبرأ شعبنا من من كافة أشكال الهموم والمعضلات والمصائب والأمراض بفضل هذه الليلة المباركة؛ وأسأل الله عز وجل أن ندخل في شهر رمضان المبارك وقد تطهرنا من أثقال ذنوبنا وأن نكون ممن ينالون النجاة والخلاص يوم الحساب.

الأستاذ الدكتور علي أرباش

رئيس الشؤون الدينية