شارك Facebook Facebook Facebook
10/محرم/1439

رسالة من رئيس الشؤون الدينية أرباش حول شهر المحرم ويوم عاشوراء وواقعة كربلاء

Diyanet İşleri Başkanı Erbaş'tan Muharrem Ayı, Aşure ve Kerbelâ Mesajı

 

  • Diyanet İşleri Başkanı Erbaş'tan Muharrem Ayı, Aşure ve Kerbelâ Mesajı

 

رسالة من رئيس الشؤون الدينية أرباش حول شهر المحرم ويوم عاشوراء وواقعة كربلاء

شهر الله المحرم فترةٌ زمنيةٌ هامةٌ تحمل بين طياتها العديد من الرسائل الدينية والتاريخية والثقافية. ففي هذا الشهر حصلت الهجرة التي تُعتبر ميلاد التاريخ الإسلامي، كما أنها تحتوي على معانٍ كبيرةٍ بالنسبة للإنسانية. وفي العاشر من المحرم ندرك يوم عاشوراء الذي يحمل مقاطع ورسائل من تاريخ الإسلام إلى يومنا. إن الهجرة ويوم عاشوراء وواقعة كربلاء تعبيرٌ عن مشاعر ونقاط مشتركة هامة بين جميع المسلمين أياً كان مكان إقامتهم وأياً كانت انتماءاتهم الدينية والثقافية والمذهبية والمشربية.
 
لقد تحول شهر المحرم إلى شهر الحداد والحزن بالاستشهاد في كربلاء في العاشر من المحرم عام 61 هجري أحد ابني علي وفاطمة رضي الله عنهما الذين وصفهما رسول الله (ص) بأنهما "ريحانتي في الدنيا" و"سيدا شباب الجنة"، سيدنا الحسين رضي الله عنه و70 أو يزيد من صحبه الذين كان معظمهم من أهل البيت.
 
هذه الواقعة الأليمة أحزنت جميع المؤمنين الذين يؤمنون بالله ورسوله ويحملون في قلوبهم محبة أهل البيت، ومنذ ذلك الحين غرق المسلمون حزناً على اختلاف ثقافاتهم ومذاهبهم ومشاربهم. وبينما بنى سيدنا الحسين عرشاً في قلوب المؤمنين غدا الذين ظلموه وصحبَه محكومين في الوجدان وأمام التاريخ.
 
إن أهم وظيفةٍ حياتيةٍ وتاريخيةٍ تقع اليوم على عاتق المسلمين الذين يشعرون بألم كربلاء في أعماق قلوبهم هو قراءة حادثة كربلاء وفهمها بشكل صحيحٍ واستخلاص العبر منها، وليس إنتاج آلام جديدةٍ من آلام التاريخ وتحويل الأحزان إلى خريف جديد. حادثة كربلاء ينبغي أن توحد قلوب المسلمين وتحولهم إلى وجدان واحد.
 
وأكبر رسالةٍ تعلمنا إياها واقعة كربلاء هي الوحدة والأخوة. وإذا فشلنا في تطبيق هذه الرسالة ستستمر حكايات الحزن والألم الشديد في الجغرافية الإسلامية. والبلدان والمدن الإسلامية بما فيها حلب واليمن وغزة وأرقان غدت اليوم أشبه بكربلاء. فالمناظر التي نراها كل يومٍ والأخبار المؤلمة التي تردنا، والحزن والحداد الذي نعيشه، حوّلت قلوبنا إلى كربلاء.
 
إن كان الأمر كذلك فتعالوا نوحد قلوبنا التي تحمل نفس الإيمان والألم والشوق والحنين. ولنجعل سيدنا الحسين في قلوبنا ولنفتح صدورنا لبعضنا البعض، ولنجعل أذرعنا تلتقي بالمحبة. لتبق حزن كربلاء في قلوبنا على أمل ألا نعيش أحزاناً أخرى. لنساهم في بناء مستقبلٍ أفضل من خلال تناول آلامنا التاريخية بالفراسة والبصيرة والمسؤولية والحساسية من أجل عزة الإسلام واعتباره.
 
 
إن الذين يحولون اليوم الجغرافية الإسلامية إلى كربلاء يفعلون فعلتهم هذه عن طريق بث التفرقة بين المسلمين مستغلين الصراعات الإثنية والمذهبية والمشربية. فتعالوا نعلم أن اتخاذ مواقف والقيام بتصرفات إقصائية واتهامية تثير الكراهية ضد أهل القبلة الذي هو وصف المسلمون المشترك؛ ليس له أي فائدة على مستقبلنا.
 
أن نفهم كربلاء يعني أن نعرف سيدنا الحسين رضي الله عنه خير معرفة. إنه مامن شك أن الطريق الذي اتبعه سيدنا الحسين رضي الله عنه هو طريق رسول الله (ص). أن نفهم سيدنا الحسين رضي الله عنه يعني أن نقف في وجه الظلم والجور، وأن نسلك طريق الحق والحقيقة والحرية والعدالة والوفاء والوفاء بالعهد والفضيلة. أن نحب سيدنا الحسين رضي الله عنه يعني أن نحافظ على القيم التي ضحى بنفسه من أجلها لأنه مثالٌ عظيمٌ عن وقفةٍ مشرفةٍ وحياةٍ شريفةٍ من أجل جميع الأجيال والعصور. وبالتالي فإن الحديث عن نبل سيدنا الحسين رضي الله عنه وأخلاقه، وتعريف الشباب على وقفته الملحمية ومحاسنه ومناقبه وظيفةٌ تقع على عاتقنا.
 
بهذه الوسيلة أذكر بالرحمة والتقدير والاحترام سيدنا الحسين رضي الله عنه وشهداء كربلاء، كما أذكر جميع شهدائنا الذين ضحوا بأعز ما يملكونه في سبيل الحق والحقيقة والمقدسات بدءاً من شهداء بدر وجنق قلعة وحرب الاستقلال وصولاً إلى شهداء 15 تموز.
 
رئيس الشؤون الدينية
الأستاذ الدكتور علي أرباش