رئيس الجمهورية التركية السيد أردوغان يتحدث خلال البرنامج الختامي لاجتماع مجلس الشورى الديني السادس

رئيس الجمهورية التركية السيد أردوغان يتحدث خلال البرنامج الختامي لاجتماع مجلس الشورى الديني السادس

06/ربيع الثاني/1441

رئيس الجمهورية التركية السيد أردوغان يبين في حديثه خلال البرنامج الختامي لاجتماع مجلس الشورى الديني السادس، أن الإنسان إذا ما لم يقم بتشكيل حياته وفق الدين فإنه مع الوقت سوف يقع في خطأ اعتبار أفعاله التي يقوم بها على أنها من الدين ولا تخالفه، وقد تحدث قائلاً، "ولهذا السبب، فإنه يجب علينا أن نتحرك وفقاً للإسلام وليس أن يكون الإسلام وفقاً لأهوائنا نحن".

Cumhurbaşkanı Erdoğan, 6. Din Şûrası”nın kapanış programında konuştu

Cumhurbaşkanı Erdoğan, 6. Din Şûrası”nın kapanış programında konuştu

Cumhurbaşkanı Erdoğan, 6. Din Şûrası”nın kapanış programında konuştu

Cumhurbaşkanı Erdoğan, 6. Din Şûrası”nın kapanış programında konuştu

Cumhurbaşkanı Erdoğan, 6. Din Şûrası”nın kapanış programında konuştu

Cumhurbaşkanı Erdoğan, 6. Din Şûrası”nın kapanış programında konuştu

Cumhurbaşkanı Erdoğan, 6. Din Şûrası”nın kapanış programında konuştu

Cumhurbaşkanı Erdoğan, 6. Din Şûrası”nın kapanış programında konuştu

Cumhurbaşkanı Erdoğan, 6. Din Şûrası”nın kapanış programında konuştu

قام رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان بالمشاركة في البرنامج الختامي "لاجتماع مجلس الشورى الديني السادس" والذي تم تنظيمه من قبل المجلس الأعلى للشؤون الدينية في رئاسة الشؤون الدينية التركية.

وقد تقدم رئيس الجمهورية السيد أردوغان بالشكر لرئاسة الشؤون الدينية والمجلس الأعلى للشؤون الدينية فيها على تنظيمه لاجتماع مجلس الشورى الديني السادس، كما وأعرب عن شكره للمشاركين في الاجتماع متمنياً أن يكون اجتماع المجلس وسيلة لكل خير.

وتقدم السيد أردوغان كذلك باسمه وباسم الشعب التركي بكل الشكر والعرفان لجميع الموظفين الدينيين الذين دعوا المواطنين والشعب من خلال الأذان والصلوات التي قاموا بتلاوتها وإقامتها في المساجد للمقاومة وذلك في ليلة الخامس عشر من يوليو/تموز، وقد أضاف متحدثاً، "إن كل واحد منكم قد أقام لنفسه مكانة في قلوب أبناء شعبنا وذلك بوقوفكم وصمودكم خلال تلك الليلة. ولا شك أن أبناء شعبنا لن ينسوا أبداً صمودكم وكفاحكم ذاك ولن ينسوا كذلك الخيانة والغدر الذي قام بهما بعض الغافلين ممن اعتدوا عليكم أنذاك".

وقد ذكر السيد أردوغان قائلاً، "إن المسلمين ومنذ عصر السعادة إلى يومنا الحاضر انتقلوا من نجاح إلى نجاح ما داوموا وحافظوا على إعمال ثقافة الشورى والمشورة". كما وبين أنه في الفترات والحقب التي تركت وأهملت فيها ثقافة الشورى وإعمال المشورة فإن الأمة ككل تقهقرت وتخلفت وفقدت موقعها ومكانتها.

وأشار السيد أردوغان إلى أنه يكمن وراء حدوث العديد والكثير من القضايا خلال القرنين الأخيرين من الزمن، عدم إعطاء الشورى القيمة التي تستحقها، وقد أضاف قائلاً:

"إن المسلمين الذين لا يتباحثون في مسائلهم وقضاياهم ولا يقومون بمناقشتها قد أصبحوا للأسف الشديد يتم توجيههم من الآخرين وفي بعض الأحيان يتم استغلالهم. وإنه ومع الابتعاد عن ثقافة الشورى والتشاور وإهمالها أخذت التفرقة مع مرور الوقت تحل محل الوحدة وتأخذ مكانها. ومع الأسف فإن الأمة الإسلامية مع مرور الوقت فقدت كذلك مقدرتها على الاتحاد والاجتماع وإقامة التعاون وعلى إيجاد الحلول المشتركة لقضاياها ومسائلها. وحتى في يومنا هذا فإننا نرى هذا النقص وهذا القصور في الكثير والعديد من قضايانا ومسائلنا مثل قضية القدس وفلسطين ومعاداة الإسلام ومحاربة الإرهاب وإقامة العدالة وكذلك حقوق الإنسان. وإن المسلمين اليوم لا يبحثون عن الدواء والحلول لمشاكلهم وقضاياهم تحت سقف أخوَّة الإيمان، بل يبحثون عن الدواء عند الأجانب ولدى الغربيين وفي عواصم الغرب. وإن المناهج والتقاربات المبنية المتمحورة على المذاهب والمشارب والمصالح تمنع الأمة الإسلامية من الالتقاء على قاسم مشترك وموحَّد. ولا شك أن المفاهيم التي ترى أن صراعاتها الشخصية مقدمة على مصلحة الأمة، لا يمكن لها أن تقدم وتمنح شيئاً للمسلمين."

"إن أي قرار لا يتم تطبيقه وتنفيذه على أرض الواقع هو في حقيقته في حكم اللا موجود"

وصرح السيد أردوغان أنهم في تركيا يعملون ويسعون إلى تغيير هذه الذهنية القائمة من خلال إحياء ثقافة الشورى والمشورة من جديد سواء ضمن القضايا المتعلقة بتركيا أو ضمن المحافل الدولية مثل منظمة التعاون الإسلامي، كما أضاف متحدثاً:

"لقد قمنا بجعل العالم الإسلامي يقوم باتخاذ موقف مشترك من خلال تحركنا ضد الهجمات التي استهدفت مقدسات المسلمين. كما بذلنا الجهود لكي تتحول مؤسساتنا إلى آليات للوحدة والتشاور بين المؤمنين. وقد قمنا بتسيير الأعمال ضمن كل المجالات من أجل تطهير بقاع العالم الإسلامي الميتة التي تبعثرت وتناثرت. ولم نكتفي فقط بالحديث والكلام ولم نكتفي باتخاذ القرارات فقط. بل إننا بذلنا الجهود من أجل تنفيذ وتطبيق هذه القرارات التي اتخذناها بعد الشورى والمشاورات. وإن تجاربنا تظهر لنا بوضوح أن أكبر عقبة وقضية يجب أن نجتازها ونتخطاها هي تنفيذ القرارات المتخذة وتطبيقها وليس القيام باتخاذ هذه القرارات. ولا شك أن أي قرار لا يتم تطبيقه وتنفيذه على أرض الواقع هو في حقيقته في حكم اللا موجود. وإننا في تركيا وفي مؤسسات دولتنا ننتبه جيداً كي لا نقع في هكذا خطأ. كما أننا نقوم بمتابعة القرارات التي قمنا باتخاذها خطوة فخطوة وذلك من أجل أن تترجم كإجراءات واقعية في جميع المحافل والميادين."

وقد أعرب الرئيس أردوغان عن ثقته التامة بأن القرارات التي تم اتخاذها من قبل مجلس الشورى الديني سوف تترجم في الحياة الواقعية في الفترة القادمة، كما ذكر مضيفاً، "إنني فيما يتعلق بهذا الأمر أنتظر من رئاسة الشؤون الدينية إدارة مثالية لهذه العملية تكون قدوة ومثالاً أيضاً لكل مؤسسات دولتنا. وبشكل خاص فإنه يجب على الهيئة التي سيتم تشكيلها فيما يتعلق بهذا الموضوع بأن تقوم بمتابعة حقيقية ووفق جدولة زمنية منتظمة لهذه القرارات المتمثلة في المواد البالغ عددها 37 مادة، ويجب علينا أن نتابع هذا الأمر خطوة بخطوة، متسائلين عن وضعية وحالة التنفيذ وهل يتم فعلاً الانتباه لعملية التنفيذ والتطبيق وهل تتم عملية المتابعة بحساسية وجدية."

"لن نلقي بالاً للمفاهيم الدوغماتية التي تجرد الدين وتفصله عن الحياة"

وذكر الرئيس أردوغان بأن مجلس الشورى الديني الذي يتم عقده مرة كل 5 سنوات، يهدف إلى تقديم الحلول للقضايا والمسائل المعاصرة من خلال نظرة إسلامية وإنسانية.

وأفاد السيد أردوغان بأن انعقاد مجلس الشورى الديني في دورته السادسة تحت عنوان "التغير الاجتماعي الثقافي وخدمات رئاسة الشؤون الدينية" هو أمر صائب للغاية وفي مكانه، كما بين أن الدين ضمن إطار العقيدة الإسلامية، ليس عبارة عن ظاهرة منحصرة فقط في أماكن معينة ومقتصرة على أيام معينة من أيام الأسبوع.

وقد أشار السيد أردوغان إلى أن الدين الإسلامي هو منظومة من القواعد والقوانين التي تحيط بجميع نواحي الحياة وتحتضنها، كما أفاد أنهم يؤمنون بدين يعتني بتنظيم كل مراحل وصفحات الحياة والمعيشة، من التجارة وحتى المناسبات البشرية، ومن العلم والتعليم وحتى الزواج والارتباط، ومن الطهارة والنظافة وحتى اللباس والزينة.

وعبَّر السيد أردوغان قائلاً، "إننا كمسلمين أمرنا أن نعيش ونحيا بصفتنا الاسلامية على مدار 24 ساعة في اليوم وعلى مدار 365 يوماً في السنة وحتى آخر يوم في أعمارنا." ، كما أكد على أن القرآن الكريم هو بمثابة مفتاح السعادة في هذه الدنيا وفي الآخرة للمؤمنين، وأن حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل زواجه وفي شبابه وبعد زواجه ورعايته لأسرته وصداقاته وحروبه وغزواته وإدارته، هي بمثابة الدليل والمرشد.

"حتى وإن تغير الزمن وتغيرت الظروف فإن نصوص الإسلام باقية لن تتغير"

وأكد السيد أردوغان على حقيقة أن الدين الإسلامي، وبموجب البشرى الدينية التي بشر بها القرآن الكريم، سيظل معمولاً به وباقياً ومحفوظاً إلى يوم القيامة، وقد تحدث قائلاً:

"حتى وإن تغير الزمن وتغيرت الظروف فإن نصوص الإسلام باقية ولن تتغير. ولا شك أن كلمة التوحيد والصلاة والصيام والحج والزكاة هي فروض بالنسبة لنا وسوف تظل كذلك بصرف النظر عن المكان والزمان الذي نعيش فيه. أما الربا والكذب والظلم والكبر والافتراء والتجسس والظن والسرقة وقتل الأبرياء فسوف تبقى محرمة. ولا يليق بالمسلم مهما كانت الأسباب أن يتجاهل أوامر القرآن الكريم أو أن يستهين به أو أن يعطله. وبالتالي، فإن الزيادة في الدين بمعنى الابتداع لا تجوز. ولا يمكن لأحد أن يقوم بإنكار النصوص متذرعاً بقوله 'إن ذلك لا يناسبني، أو لا يتماشى مع الزمن، أو لا ينسجم مع أهوائي، أو لا يستوعبه عقلي'. وذلك لأن المسلم مكلف ومأمور بأن يكيف حياته وفق الأسس الخاصة بالإيمان والاعتقاد وليس أن يكيف ويشكل دينه وفق ظروف الحياة.

ولا شك أن الإنسان إذا ما لم يعش ويحيا وفق ما يؤمن به ويعتقده فإنه وبعد مدة سوف يبدأ بالاعتقاد والإيمان وفق ما يعيشه ويحياه. وإن الدين إذا لم يكن المسيطر والحاكم لحياة الشخص فإن هذا الشخص سوف يقع مع مرور الوقت في خطأ جعل ما يقوم به ويفعله، من الدين. ولهذا السبب فإنه يجب علينا أن نتحرك وفقاً للإسلام لا أن يتحرك الإسلام وفقاً لنا ولأهوائنا. وعلينا أن نغرس أحكام الدين لتكون هي مركز حياتنا وليست ظروف الفترة والزمن وذلك حتى إن كرهت نفوسنا ذلك وكان ثقيلاً عليها. وطبعاً لا يجب علينا في هذه العملية أن نبالغ ونقع في الإفراط والتفريط. وعلى وجه الخصوص فإنه لا ينبغي علينا أن نلقي بالاً واعتباراً لتلك المفاهيم الدوغماتية التي تجرد الدين عن الحياة وتفصله عنها والتي تحصره ضمن قوالب معينة وأشكال وتصرفات محددة."

"إن الادعاء بأن باب الاجتهاد قد أغلق وأقفل من شأنه أن يخل ويجرح تلك الرابطة المحكمة بين الدين والحياة"

وأشار السيد أردوغان إلى أن أحد المزايا والخصال التي تجعل من الإسلام صالحاً لكل العصور والأزمان هي إفساحه المجال أمام الاجتهاد، وأن بقاء باب الاجتهاد في الدين مفتوحاً يعني أن الدين قادر على إيجاد الأجوبة لكل الأسئلة والقضايا والمسائل الجديدة التي تواجه الإنسان وتظهر أمامه، وقد تحدث مضيفاً:

"لا شك أن الادعاء بأن باب الاجتهاد قد أغلق وأقفل من شأنه أن يخل ويجرح تلك الرابطة المحكمة بين الدين والحياة. وإنه يجب أن يتم اتبعاع أسلوب جديد فيما يتعلق بهذا الأمر خاصة في هذه الفترة التي زادت فيها المحاولات الموجهة نحو قطع ارتباط الإنسان بالدين. وإن المفهوم الذي ينبني على ما قاله عاكف (شاعر تركي معروف) حين قال 'يجب علينا أن نستنطق الإسلام وفق ما يفهمه العصر' يعبر عن هذا الأمر بشكل واضح. إننا اليوم ممثلين بالإنسانية نمر بفترة تغيير كبيرة تؤثر على عالم قلوبنا وأذهاننا وتحيط بكل نواحي وجوانب حياتنا. ولا شك أننا نرى ونشاهد انعكاس هذا التغير في جميع المساحات والمجالات تقريباً، من المواقف والتصرفات الفردية وحتى العلاقات الأسرية، ومن الحياة الاجتماعية حتى التعليم، ومن الإنتاج حتى الاستهلاك، ومن السياسة إلى التجارة، وإننا أحياناً نرى الآلام والأوجاع لهذا التغير كذلك. وإن الإنسان المعاصر هو وحيد بالقدر الذي لم يكن عليه أبداً رغم ما يمتلكه من التكنولوجيا المتنوعة وأدوات الاتصال والإمكانات المتاحة والقوة والقدرة. كما أنه بينما ينسحب من الحياة الاجتماعية الفاضلة المقدسة فإنه يصبح غير آبه بالقيم العريقة التي تجعل من الإنسان إنساناً. وإن الإنسان اليوم يصبح غريباً ليس فقط عن فطرته وجبلّته فحسب بل إنه يصبح غريباً كذلك عن العديد والكثير من الأشياء، من العائلة والأسرة وحتى المحيط والبيئة ومن المجتمع الذي يعيش ويحيا فيه وحتى الموجودات الأخرى في هذا العالم. وإن الأناة تتحول اليوم لتصبح كابوساً للفرد المعاصر كما أنها محددات شخصيته في الوقت ذاته."

كما أشار السيد أردوغان إلى أنه مع هذه الفردية الإنعزالية ضعفت الروابط الأسرية وروابط الأخوة والأقارب أكثر وأكثر، وبين كذلك أنه يُرى اليوم من لا يعرفون بعضهم البعض رغم أنهم يسكنون في البناء نفسه.

وقد ذكر السيد أردوغان أنه كانت الأحياء في السابق بمنزلة الجيران بيد أن هذا الوضع الآن اختلف تماماً ولم يعد كذلك، كما بين أن مرض العصر وهو الاكتآب والضغط النفسي تفشى وانتشر، وأنه باتت تنتج وتظهر المحن الجديدة والمشاكل الاجتماعية، كما أن الانحلالات والتفككات الاجتماعية باتت تتسارع يوماً فآخر.

"إن الدين هو أحد أهم القيم التي ظلت عرضة للاستغلال عبر التاريخ"

وقام السيد أردوغان بلفت الانتباه إلى أنه قد ظهرت وبرزت إدمانات جديدة لم يسمع بها من قبل مثل إدمان الشاشات خاصة بين أوساط الشباب، وقد تحدث مضيفاً:

"إنه مع الأسف قد بدأت بالتطور اليوم روابط القرابة التي هي من خلال الأنظمة الرقمية وليست العلاقات والروابط بين الشقق في البناء الواحد. كما أنه يُخشى من أن تلاقي أنظمة الاعتقاد عديمة التبلور التي تخلط الحق بالباطل رغبة ورواجاً بين أوساط الأجيال الشابة. وإن أبناءنا الذين نربيهم ونرعاهم كي يكونوا ضماناً للمستقبل القادم، يقفوا مع الأسف عاجزين وبلا حيلة في وجه التيارات المنحرفة التي هي في الغالب من صناعة الغرب أو نتاج ذهنية غربية. إننا في فترة وحقبة صعبة ومحزنة وغريبة أخذت فيها الأناة مكان المشاركة والتقاسم، والمنافسة الهدامة مكان التكافل البناء، وعدم الاكتراث واللامبالاة مكان إيثار الغير، والتشهير مكان السرية والخصوصية، والكبر والاستعلاء مكان التواضع، والوحشية مكان المرحمة والرحمة، كما وأخذت العلاقات المحرمة الغير مشروعة مكان الزواج المحلل. وبالطبع فإنه لا أحد منا وعلى وجه الخصوص من لديه مسؤولية مثلكم يفضل أن يبقى متفرجاً على كل هذا من بعيد. وكما نعلم وندرك جميعاً فإن الكائنات ليس من حكمتها أن تعيش في الفراغ. لذا فإن الباطل سوف يشغل ويحتل الأماكن والمساحات التي ينسحب ويتقهقر منها الحق والحقيقة إلى الوراء."

'إن تجربة قولن وداعش، تجعل من الضرورة بمكان أن نكون ضمن محاربة وكفاح صادق ضد جميع أشكال وأنواع استغلال الدين'

وأشار السيد أردوغان إلى أن عدم المعرفة الصحيحة للإسلام وعدم الفهم الصحيح والقويم له يكمن وراء الكثير والعديد من المشاكل والقضايا التي يتم مواجهتها في الوقت الراهن ضمن الحياة الاجتماعية، كما وأكد أن رئاسة الشؤون الدينية التي تتمثل مهمتها ووظيفتها في العلم والتوجيه والإرشاد، هي مكلفة بالقراءة الصحيحة لروح الوقت والزمن وبفهمها وبإدارتها على النحو والشكل الصحيح والسليم.

وأوضح السيد أردوغان أن تركيا تتمتع بوجود مؤسسة دينية قوية فيها، وقد أكد كذلك على ضرورة قيام هذه المؤسسة الدينية متمثلة في رئاسة الشؤون الدينية بالإيفاء بمهمتها التبليغية بما يتناسب وينسجم مع ما تمتلكه من قوة وذلك من خلال كوادرها العاملة التي تزيد عن ال 150 ألف كادر في يومنا الحالي.

وقد لفت السيد أردوغان الانتباه إلى أن الطريق لذلك يكون من خلال إحياء مؤسسة الاجتهاد، كما وتحدث مضيفا:

"لا شك أن تجربة قولن وداعش، تجعل من الضرورة بمكان أن نكون ضمن محاربة وكفاح صادق ضد جميع أشكال وأنواع استغلال الدين. وإنه يتوجب علينا أن نقوم بإدارة جيدة لحالة اليقظة والانتباه التي تشكلت بين مواطنينا بعد الخيانة التي حدثت في الخامس عشر من يوليو/تموز. كما يجب علينا أن نحوِّل الأوساط التي نكون ضمنها إلى وسيلة للتنقية والانتعاش من جديد ولتقوية روابطنا وعلاقاتنا من خلال الفهم الصحيح للإسلام."

"إن أحد أهم المشاكل الأخرى التي تهدد العالم الإسلامي هي الفتنة الطائفية"

وقد أشار السيد أردوغان إلى أن الإنسان المؤمن الذي يتعلم دينه من المصادر الصحيحة والسليمة لن يقوم بتأجير عقله وفهمه إلى الغير ولن يعطي فرصة لمن يستغلون الدين، كما وذكر مضيفاً:

"إنني أريد أن أقول ومع كامل الأسف أن أحد أهم المشاكل والمعضلات الأخرى التي تهدد العالم الإسلامي اليوم هي الفتنة الطائفية. وإن هذه الفتنة التي سوف نعرِّفها على أنها جعل الشخص لمذهبه على أنه الدين، تحيا اليوم أحد أكثر فتراتها انتشاراً واتساعاً وذلك مع تأثير الأحداث الحاصلة في كل من سوريا والعراق. وإن صراعاً يشبه حروب الثلاثين سنة التي عاشتها أوروبا قبل 4 قرون من الزمن، يقع اليوم في البلاد الجغرافية القريبة منا على نحو وشكل أكثر هدماً وتدميراً بكثير. ولا شك أن الشقوق والتصدعات بين المسلمين تزداد وضوحاً جراء العمل على إبراز الفوارق والاختلافات التي تنبني على العرق واللغة والمذهب والمشرب."

"يجب علينا أن نكون متنبهين لهذه الاستفزازات"

وأفاد الرئيس أردوغان أن أسماء إخوة زوجته هي حسين وحسن وعلي، وقد أتم حديثه قائلاً:

"إن هذا الشعب يحب سيدنا علي المرتضى بالقدر الذي يحب سيدنا أبا بكر رضي الله عنه وسيدنا عمر رضي الله عنه وسيدنا عثمان رضي الله عنه ويجلهم ويقدرهم جميعاً. ولا شك أن إظهار سيدنا علي رضي الله عنه على نحو وشكل مختلف ومغاير هو فقط عمل أولئك الذين لم ينالوا حظهم ولم يأخذوا نصيبهم من حياته الجليلة  ومن إيمانه وتقواه رضي الله عنه.

في الأيام الأخيرة كان يتم وضع بعض الإشارات على بعض أبواب البيوت. لماذا؟ لكي يقوموا بتقسيم بلدنا وتمزيقها. وأقولها بكل صراحة ووضوح، إننا في تركيا ممثلين بالدولة وممثلين بالإدارة الحاكمة ليس لدينا مشكلة أو قضية من هذا النوع. وإن جميع تشكيلاتنا الأمنية تعمل على وجه الخصوص من أجل القبض على هؤلاء الذين قاموا بوضع هذه الإشارات على تلك الأبواب، وعندما يتم القبض على هؤلاء سوف تتم محاسبتهم على ذلك. ولا يمكن لنا أن نرضى ونسمح بأن يتم زرع بذور النفاق بين أبناء شعبنا من خلال هذا النوع من المشاريع التي تخالف في حقيقتها بنيتنا الشعبية. ولقد عايشنا ذلك في الماضي في مدينة جوروم وفي مدينة مرعش أيضاً. فلا بد لنا كشعب ضحى بالعشرات من أبنائه في خضم مثل هذه الاستفزازات، أن نكون جميعاً حذرين ومتنبهين لهذا النوع من المحاولات. وإنني أتابع عن قرب حملات الاحتضان والأخوة التي بادرت إليها رئاسة الشؤون الدينية في الفترة الأخيرة فيما يتعلق بمواطنينا من الطائفة العلوية."

وقد قال السيد أردوغان "إنه من الآن فصاعداً يبدأ عهد 'لنقوم بطرق كل الأبواب من أجل أن نشرح ديننا الجليل' وذلك بدلاً من المفهوم المتمثل في عبارة، 'لنقوم بشرح ديننا لمن يطرق بابنا'." كما ذكر مضيفاً، "إنكم إذا ما لم تقوموا بتضميد القلوب الجريحة وتعميرها فإن الآخرين سوف يقوموا بتمزيق هذه القلوب بسهامهم المسمومة. ولا شك أن الفراغ الذي يتركه رجالات الدين ممن يؤدون وظائفهم ومهامهم بإخلاص، دون سد وملء، فإن تجار الدين مثل الدجال الذي في ولاية بنسلفانيا سوف يقومون باستغلاله. ولا شك أنهم إذا ما لم يُذهبوا عطش الناس وخاصة فئة الشباب منهم، الموجود ضمن المساحة الدينية، فإن هؤلاء الناس والشباب سوف يقعوا في مخالب المنحرفين مثل قولن وداعش."

"إن ما ننتظره منكم أن تفوا بحق المسؤولية التي تقع على عواتقكم"

كما وقال الرئيس أردوغان:

"إن دروس القرآن الكريم والسيرة النبوية ودورات القرآن الكريم التي تستهدف الأطفال ما بين الأعمار 4-6، هي بمثابة فرصة مهمة للغاية بالنسبة لكم. وإن مواطنينا الآن يمكنهم أن يتلقوا التعليم والتدريس الخاص بالقرآن الكريم في اليوم والساعة التي يريدونها ولله الحمد على ذلك. وإن الرغبة تجاه مدارس إمام خطيب التي تقلص عدد طلابها في فترة من الفترات ليصل إلى 60 ألف طالب، تزداد الآن يوماً بعد آخر. وفي يومنا هذا يبلغ عدد طلاب مدارس إمام خطيب ما مجموعه مليون و 300 ألف طالب وطالبة. ولا يوجد اليوم أي عائق أو محدد أمام مؤسستنا الدينية فيما يتعلق بأدائها لمهامها الدينية والإرشادية. ولا شك أن هذا الوسط المثبت يزيد من ثقل مسؤولياتكم. وإن ما ننتظره منكم أن تفوا بحق هذه المسؤوليات التي تقع على عواتقكم."

وقد طلب السيد أردوغان من رجالات الدين والمشايخ أن يعملوا بنفس هذا الحرص على بذل الجهود خارج البلاد وليس ضمن وداخل حدود تركيا فقط، كما وذكر مضيفاً، "لا شك أنه لا يمكن لنا أن نترك مواطنينا ممن يعيشون في الغربة، في ظل هذا الوسط الذي تفشى فيه إرهاب المناهضين للإسلام والنازيين الجدد كالمرض تماماً. ولا يمكن أن نترك إخوتنا هؤلاء لمخالب المشاريع الإمبريالية مثل الإسلام المعتدل وغيرها. وإننا مسؤولون عن مواطنينا الذين هم في الخارج تماماً مثلما نحن مسؤولون عن أسرنا وعوائلنا وجيراننا وجموع المسلمين في مساجدنا.

وبعد انتهاء كلمته، قام السيد أرباش بإهداء لوحة  للرئيس أردوغان كتب عليها آية من آيات القرآن الكريم.