15/ذو الحجة/1444
قال رئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش: "البشرية بحاجة إلى مبادئ الإسلام المتمثلة في الحق والقانون والرحمة والمرحمة. إن الجمع بين البشرية والقيم التي تحتاج إليها هو مسؤولية إيمان المسلمين وعبوديتهم".
بدعوة من رئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش، عقد "اجتماع المعايدة لرؤساء منظمات الحج في الدول الإسلامية" في مكة المكرمة.
وشكر الرئيس أرباش، الذي ألقى الكلمة الافتتاحية للبرنامج، الضيوف على مشاركتهم وقال: "أسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون حجنا حجاً مقبولاً ومبروراً".
وقال الرئيس أرباش، مشيراً إلى أن الحج عبادة عظيمة من كل الجوانب: "مع كل مناسكه، يعلمنا المبادئ والقيم الأساسية للإسلام، ويذكرنا بحكمة وجودنا، والغرض من خلقنا، ويظهر لنا الأخلاق الحميدة."
"في الحج، نحن مثل أفراد عائلة مع إخواننا وأخواتنا من جميع أنحاء العالم"
وأشار الرئيس أرباش إلى أن هناك مبدأين لا غنى عنهما للحياة بالنسبة للمسلمين، وقال: "الأول هو التوحيد، الذي يجمعنا في الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والثاني هو الوحدة الذي يجمعنا في وعي الأخوة. الحج هو عبادة نختبر فيها التوحيد والوحدة معاً وبأقوى طريقة. إنه إعلان عقيدة التوحيد ووعي الأمة للعالم. وإنه لقاء أخوة عالمي يتماشى مع نفس الاعتقاد ونفس الشعور ونفس الهدف. نحن هنا مثل أفراد عائلة مع إخوتنا وأخواتنا من جميع أنحاء العالم".
ذكّرَ الرئيس أرباش بالآية القرانية "اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ..." وأشار إلى أنه في هذه الأخوة، لا توجد أهمية للتعصب واللغات والألوان والمكانة والطائفية والمذاهب والشرق والغرب والشمال والجنوب."
"الحج فرصة عظيمة وعبادة تذكرنا بالأخلاق وتبقيها حية"
مشيراً إلى أن المسلمين حساسون تجاه بعضهم البعض مثل أعضاء الجسد، قال الرئيس أرباش: "إنهم مرتبطون ببعضهم البعض مثل طوب البناء، جنباً إلى جنب مثل أسنان المشط. الحج فرصة عظيمة وعبادة تذكرنا بهذا الوعي والأخلاق وتبقيه حياً. ما يتحتم علينا هو أن نأخذ الأخوة والوحدة التي نعيشها هنا في كل مكان نذهب إليه، وبعد عودتنا من هنا، أن نقف جنباً إلى جنب، كتفاً إلى كتف".
"على المسلمين أن يجعلوا التواصل والوعي بالوحدة بينهم الأقوى"
لفت الرئيس أرباش الانتباه إلى حقيقة أن العالم تحت الحصار من المشاكل العالمية، وقال:
"البشرية بحاجة إلى المبادئ الإسلامية المتمثلة في الحق والقانون والرحمة والمرحمة. وإن الجمع بين البشرية والقيم التي تحتاج إليها هو مسؤولية إيمان المسلمين وعبوديتهم. ومع ذلك، نرى جميعاً وجود عناصر تهديد خطيرة جداً في العالم الإسلامي تلقي بظلالها على هذه المسؤولية. إن الفتنة الرهيبة والإرهاب والفوضى التي تنتج بشكل خاص عن إساءة استخدام القيم الدينية، تقف أمامنا كمشكلة مصيرية. لهذا السبب، يجب على المسلمين أن يجعلوا التواصل والوعي بالوحدة فيما بينهم هو الأقوى."
"يجب أن نضع مشاريع مشتركة لتعلم الإسلام بأجمل وأصح طريقة"
وأشار الرئيس أرباش إلى أن المنظمات الدينية في المجتمعات الإسلامية يجب أن نتعاون معها أكثر، وقال: "يجب علينا تطوير وتعزيز عملنا المشترك. وعلى وجه الخصوص، ينبغي أن نقوم بعمل قوي في مجال التعليم والتدريب الديني. ويجب أن نطور مشاريع مشتركة لتعلم الإسلام بأجمل وأصح طريقة. كما يجب علينا أن نعمل معاً في المجالات كالخدمات الدينية والخدمات الموجهة للأسرة والشباب. ويجب أن نتخذ إجراءات مشتركة ضد تصاعد الإسلاموفوبيا وكراهية الإسلام".
وفي ختام كلمته، هنأ الرئيس أرباش الممثلين بعيد الأضحى، وقال: "أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعود حجاجنا هنا إلى بلدانهم بصحة وسلام."
وحضر هذه الدعوة ممثلون من حوالي 30 دولة، بما في ذلك فلسطين وباكستان ومقدونيا والإمارات العربية المتحدة وساحل العاج وقيرغيزستان وموريتانيا وسوريا والكويت وأفغانستان وإندونيسيا وإثيوبيا وإيران وتايلاند وكازاخستان.