رئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش حل ضيفا على البث المباشر لبرنامج "وقت البركة" الذي يبث على قناة الديانة في السحور الأول من شهر رمضان
أصبح رئيس الشؤون الدينية الأستاذ الدكتور علي أرباش ضيفاً على قناة الديانة في السحور الأول من شهر رمضان.
في البرنامج الذي تم بثه على الهواء مباشرة من مجمّع رئاسة الشؤون الدينية في أنقرة، هنأ رئيس الشؤون الدينية أرباش أمتنا والعالم الإسلامي بمناسبة شهر رمضان متمنيا أن يكون هذا الشهر وسيلة للخير.
وأشار الرئيس أرباش إلى أنه بصفته رئاسة الشؤون الدينية، فقد حددوا موضوع شهر رمضان لهذا العام على أنه "رمضان والتضامن" بسبب كارثة الزلازل المتمركزة في قهرمان مرعش وأثرت على 11 محافظة، وقال: "موضوعنا هذا العام هو التضامن. شهر رمضان هو شهر الصيام وشهر القرآن وشهر الإنفاق. والإنفاق هو الاسم الشائع للتضامن في القرآن الكريم.
"لا يمكننا التغلب على هذه الكارثة الكبرى إلا بالتضامن والتعاون والوحدة"
وقال الرئيس أرباش إنهم يشهدون واحدة من أكبر الكوارث في التاريخ: "لا يمكننا التغلب على مثل هذه الكوارث الكبرى إلا بالتضامن المخلص والتعاون الإسلامي والوحدة الإنسانية".
وشدد الرئيس أرباش على أهمية التضامن كي نكون شركاء بآلام المواطنين المتضررين من الزلازل وأن نكون قادرين على تضميد جراحهم، وقال: "نحن بحاجة إلى الشعور بألم إخواننا المتضررين من الزلزال في أعماق قلوبنا، وهكذا يتم اتخاذ الموقف المخلص".
"أشكر جميع أساتذتنا وأئمتنا"
أوضح الرئيس أرباش أنهم اتخذوا إجراءات من خلال إنشاء مراكز الطوارئ في مقر الرئاسة إثر الزلزال، وقال: "فتح أساتذتنا وأئمتنا مساجدنا غير المتضررة لخدمة مواطنينا. حوالي 350,000 من إخواننا المنكوبين باتوا في مساجدنا منذ أيام، ولا يزالون مواطنون يبيتون في مساجدنا. وقام أساتذتنا بطهي الحساء في منازلهم أو بطبخ الحساء حيث أتيحت لهم الفرصة وقدموه لمواطنينا بأيديهم. حتى الآن، ذهب حوالي 50000 من معلمينا إلى الميدان المنكوب بالتناوب، وما زالوا هناك. أشكر جميع معلمينا من خلال قناة الديانة".
وفي إشارة إلى الخدمات التي تقدمها رئاسة الشؤون الدينية من دعم معنوي وتوجيه في مناطق الزلزال، ذكر الرئيس أرباش أنهم سيستمرون في تقديم هذه الخدمات هناك حتى تلتئم جراح الزلزال.
مشيراً إلى أنهم يواصلون دورات تعليم القرآن في مدن الخيام ومدن الحاويات، قال الرئيس أرباش: "نسمي هذه الدورات بدورات لأعمار 4-6 سنوات أو أطفال الديانية، أي نقوم بتعليم مستمر في فصول الأطفال. لقد أنشأنا حوالي 500 مسجد خيمة. وفي مساجد الخيام الخاصة بنا، بدأت صلاة التراويح، ويتم التلاوة لختم القرآن، وتعقد المحادثات، وتقدم خدمات التوجيه المعنوي".
"دعونا نراعي تعديل الأركان في صلواتنا"
وقال الرئيس أرباش، الذي طلب من المواطنين عدم تقديم مطالب للأئمة من أجل أداء صلاة التراويح بشكل أسرع: "أود أن أخاطب أئمتنا ومصلينا من هنا، حيث إن صلاة التراويح التي يتم إجراؤها من خلال الانتباه إلى الركوع والسجود والآيات أثناء القراءة بتعديل الأركان هي أكثر قبولاً، كما أنها تسمح لنا بالصلاة بطريقة تتوافق مع مبادئ العبادة وبطريقة أكثر طمأنينة لقلوبنا. لقد أرسلنا بالفعل تعليمات إلى أئمتنا، ولكنني أصر على ذلك خاصة وأود أن أصر هنا حتى لا يجبر مصلينا أئمتنا على أداء الصلاة بسرعة وعدم الامتثال لتعديل الأركان".
"يجب أن نحاول ونبذل جهدا حتى يتمكن إخواننا من العودة لمنازلهم"
قال الرئيس أرباش، الذي أجرى أيضاً تقييمات بشأن احتياجات منكوبي الزلزال وحول أسئلة عما إذا كان يمكن إعطاء الزكاة لبناء مساكن دائمة، والتي يسألها المواطنون بشكل مكثف إلى المجلس الأعلى للشؤون الدينية:
"نحن بحاجة إلى أن نكون نبذل جهودنا ليعود إخواننا إلى منازلهم في أقرب وقت ممكن، وها قد تحقق ذلك وبذلنا جهودا الحمد لله. أمتنا حساسة للغاية بشأن هذه القضية، ودولتنا تبذل قصارى جهدها. لأنها كانت كارثة كبيرة حقاً. من الضروري تنشيط قنوات مختلفة لزيادة تسريع حصول المنكوبين على مبان دائمة. نحن بصفتنا رئاسة الشؤون الدينية، نتلقى الأسئلة المكثفة من مواطنينا وخاصة المجلس الأعلى للشؤون الدينية. يسألون: هل يمكننا أن ندفع زكاتنا لبناء مساكن دائمة حتى يتمكن مواطنونا من امتلاك المنازل؟ واجتمع المجلس وأدلى ببيان حول هذا الموضوع منذ حوالي شهر، للإجابة على هذه الأسئلة. حيث يمكن لمواطنينا أصحاب الخير الذين يرغبون في إعطاء زكاتهم لكل من الضروريات الأساسية والمواد الغذائية والملابس والسكن الدائم. هذا هو جواب مجلسنا على السؤال".
"سنقوم بتضميد جراحنا في أقرب وقت ممكن بروح ووعي التضامن والتعاون"
وقال الرئيس أرباش إنهم ذكروا بال هذا الموضوع في الرسالة التي نشروها بمناسبة شهر رمضان، وتابعوا:
"يمكن للمواطنين إعطاء زكاتهم لبناء مساكن دائمة بطمأنينة. ولكن أين يمكن أن يعطوا؟ إدارة الكوارث والطوارئ هي المؤسسة المعتمدة في هذا الصدد. لأنها فتحت حساب الزكاة الخاصة. يمكنهم إرسال مبلغ الزكاة في حساب الزكاة هذا. الشرط هو أن يتم تسليم المنازل المبنية للمستحقين لتلقي الزكاة. وتتولى هذه المؤسسة إجراءاتها ومبادئها وتقسيمها. ما نعنيه هو أنه يمكن إعطاء أموال الزكاة لبناء مساكن دائمة وبالطبع يجب استخدامها لمنكوبي الزلزال المستحقين لتلقي الزكاة. ويجب أن يحاول شعبنا ويبذل جهودا من خلال تبرعاتهم ومعاونتهم وصدقاتهم ومساعداتهم إلى جاني الزكاة. هذه الحساسية موجودة في أمتنا الحمد لله. ونحن على يقين بأننا سنداوي جراحنا في أقرب وقت ممكن بروح التضامن والتعاون هذه إن شاء الله".
"رمضان شهر القرآن الكريم"
وأشار الرئيس أرباش إلى أن شهر رمضان هو شهر القرآن، وقال: "نحن نتعلم ونقرأ ونحاول فهم القرآن الكريم ليكون دليلاً في حياتنا. وأود أن أخاطب جميع مواطنينا من هنا: شهر رمضان فرصة. من لا يعرف قراءته، ليسع جاهدا للتعلم. ومن تعلم فليقرأ. في شهر رمضان، على الأقل، يجب على كل مسلم أن يختم القرآن ولو مرة".
ولفت الرئيس أرباش الانتباه إلى أهمية تلاوة القرآن الكريم ومحاولة فهمه، ونصح المواطنين بقراءة التفسير المسمى "دليل الحياة، القرآن"، الذي أصدرته رئاسة الشؤون الدينية مؤخراً.
"ختم القرآن بالتلاوة هو عادتنا الرمضانية"
وقال الرئيس أرباش إن تقليد ختم القرآن بالتلاوة، الذي يعني القراءة المتبادلة، يأتي من القراءات المتبادلة مع النبي صلى الله عليه وسلم وجبرائيل (عليه السلام) كل عام في شهر رمضان.
قال الرئيس أرباش مشيراً إلى أنهم يواصلون عادة ختم القرآن: "اليوم، في العديد من مساجدنا، ليس فقط في المساجد، ولكن أيضاً في المنازل وفي قنوات التلفزيون وقناة الديانة، تتم القراءة لختم القرآن خلال 365 يوماً، ويتم قراءتها في عدة أوقات مختلفة في اليوم خلال شهر رمضان. حيث يتم تلاوة القرآن الكريم باستمرار على مدار 24 ساعة في اليوم على راديو الديانة، على إذاعة القرآن للديانة".
وفي حديثه عن تأثير تلاوة القرآن الكريم بصوت جميل من حيث تلمس القلوب، قال الرئيس أرباش إنهم بصفتهم رئاسة الشؤون الدينية، يقومون بالتعليم والتدريب للموظفين الدينيين.
مشيراً إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان أعظم مثال من حيث استغلال شهر رمضان، قال الرئيس أرباش، "إن التلاوة لختم القرآن، هي أعظم مثال. لقد حاول جميع المسلمين الحفاظ على تقليد ختم القرآن حتى يومنا هذا. وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يعتكف، في العشر الأواخر من رمضان. ربما نحتاج إلى التعبير هنا عن أن أحد أهم الجوانب النبوية لشهر رمضان هو الاعتكاف .
"شهر رمضان وسيلة للخلاص"
مشيراً إلى أن شهر رمضان هو وسيلة للخلاص، قال الرئيس أرباش، "شهر رمضان هو شهر الصيام. يجب على كل مسلم أن يصوم خلال شهر رمضان. ويجب علينا الابتعاد عن عدم الصيام، وعدم الصلاة، وعدم أدائها بخشوع. يجب أن نصوم بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا وأعيننا وأطرافنا. كما يجب الابتعاد عن الغيبة والأكاذيب وبعض المواقف والحركات التي تؤدي إلى الأكاذيب والسلوكيات المحتوية على بعض الأفعال الخاطئة للناس. ويجب ألا تخرج كلمة سيئة من أفواهنا، ويجب أن نبتعد عن الغضب وإيذاء الناس ومثل هذه الأشياء. رمضان هو أيضاً شهر الصبر".
وتأكيداً على روح الأخوة والتضامن، شكر الرئيس أرباش الأشخاص الذين ذهبوا إلى المحافظات الأخرى من مناطق الزلزال والذين ساعدوهم .
وأشار الرئيس أرباش إلى ما يلي:
"أخوة الأنصار والمهاجرين هي واحدة من القضايا البارزة في الحضارة الإسلامية. لقد شهدنا زلزالاً في بلدنا. ومع المساعدة والتضامن والتعاون الذي قدمناها، نحتاج إلى أن نعيش روح الأنصار حتى أنفاسنا الأخيرة. هناك الآلاف، ومئات الآلاف من الناس الذين فقدوا كل شيء. من الآن فصاعداً، نحتاج إلى تضميد جراحنا ومشاركة آلامنا من خلال المساعدة والتضامن في الوحدة والتكاتف. هذه هي روح الأنصار، جزى الله خيرا الناس ذوي أرواح الأنصار. هذه صفة مهمة جداً لنا وفريدة من نوعها لأمتنا. ويجب أن ننقل هذه الصفة إلى جيلنا".