تم أفتتاح مسجد الجامع تشاملجا الكبير و الذي يعُدُّ أكبر مسجدٍ في تركيا و تسعُ لأكثر من 63 ألف مُصلي و الذي وضع حجرُ أساسه قبل 6 أعوام للعبادة و الخدمة الدينية و ذلك بمشاركة سيادة رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان و رجال الدولة و السياسيين الأجانب .     

و قبل البدء بمراسيم حفل أفتتاح مسجد الجامع تشاملجا الكبير و الذي تم تزيينه بأعلام الجمهورية التركية و قُرِءَ القرآن الكريم و الأناشيد و الابتهالات الدينية أعتباراً منذ الصباح الباكر من قبل الائمة و رجال الدين الموظفينَ لهذا الغرض من قبل دار إفتاء آسطنبول مع حفظة القرآن القادمين من فلسطين و مصر .

هذا و قد ألقى سيادة رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان كلمة ً في مراسيم حفل الافتتاح و الذي حضرهُ و أشترك فيه جمهور كبير من المدعوين المحليين و الأجانب الى جانب الأهتِمام الفائق من قبل المواطنين الاتراك متمنياً سيادته في أن تكون هذا المسجد الجامع وسيلة ً للسؤدد و الخير لآسطنبول و الدولة التركية و العالم الأسلامي بِأكمله .

و بيّنَ سيادة رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان في خطابه الموجه للمشاركين بِأن هذا المسجد الجامع قد بُنيَ بطراز يساعد امعوقين و لا يعمل على إعاقتِهم و وضح سيادته بأنه كان يوجد ألفين و خمسمائة ( 2.500 ) متر مربع من الورشات المختصة بأعمال الحرف اليدوية التقليدية داخِلَ المجمع الذي تم تشييده و بنأوه ابتداءاً من تأريخ 19 آذار 2013 و تم أفتتاح المسجد الجامع للعبادة بعد عملٍ شاقٍ و جُهدٍ مُضني .

و نقل سيادة رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان في خطابه الموجه للمشاركين إنَّ بالأستطاعة رؤية المسجد الجامع و الذي تتسم بخاصية أكبر و اضخم مسجد جامع في الجمهورية التركية كُلِّها من جميع زوايا و نُقاط مدينة آسطنبول و بكل راحة و تضم في هندسة و معمارية بُنيتها و هيكلتها الكثيرَ من الرموز العائدة الى التأريخ و الحضارة و العقيدة .    و وضَّحَ سيادةُ رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان بأن ستةً مِن مأذِن المسجد الجامع يمثل أركان و شروط الايمان الستة ( 6 ) و تم بناء أربعة من المأذن ذو الشُرفات الثلاثية بأرتفاع تصِلُ الى 107.1 متر أُتحِفَ به الى الأنتصار في معركة ملاذغيرد ، و تابع سيادته خطبته بقوله :   

إن القبة الرئيسية للمسجد الجامع تصل الى أرتفاع يناهز 72 متراً و يمثل 72 شعباً يعيشون جنباً الى جنب في مدينة آسطنبول ، و قطر هذه القبة تصل الى 34 متراً و ترمز الى رقم لوحة مدينة آسطنبول ، أما في السطح الداخلي للقبة صاحِبة الذكر فقد نُقشت 16 ستة عشرة أسماً من أسماء الله الحسنى كرمزٍ الى الدول و الأمبراطوريات التركية ( 16 ) الستة عشرة مُستمدٌ من الايتين الاخيرتين من سورة الحشر ، هذا و قد تم وضع علمٍ فوق القبة الرئيسية تصل عرضه 3 أمتار و 12 سنتيمتر و بأرتفاع 7 أمتار و 77 سنتيمتر و تصل ثقله الى 4.5 طن . أن هذا العلم الذي تتشكل من ثلاث قطع تم تلوينه بتقنية نانو و تعُدُّ الاكبر من نوعها في العالم ، و الى جانب كل ذلك توجد الكثير و الكثير من الخصائص المنقوشة على قبة المسجد الجامع و قبته و مِنبرهِ و بابه و محرابه و إِنَّ شاء الله سَوَفَ سوف تنقل مسجد الجامع تشاملجا الكبير بجميع هذه الخصائص و أوصافِ موروثِنا الحضاري بخطوات كثيرة الى الأمام و تكون الوسيلة الى تنمية و تنشئة جيل جديد من الحرفيين و الصُنّاع و المعماريين و المهندسين المعمارين . "       

" أينما وجدت و تواجدت قبةٌ و مِئذنة فِأنَّ هُناك وطنٌ للأسلام " 

و أفاد سيادة رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان بأن المساجد و الجوامع مواضع و مواطن تجمع المسلمين أي  بمعنىٍ أخر مواطِنُ التوحد و الأندماج و التكامُلِ و تماسُك و تشابك القلوب في الصفوف نفسها ، و تابع سيادته كلمته قائلاً :

" تتجسد إخوتُنا الكونية و العالمية الشامِلة و التي لا تقِرُ بالتصنيف و الصِنف و الحدود و المسافة و اللون و اللسان و العرق و التي تطلق عليه أسم الأمة بالدرجة الاولى في مساجدنا ، و يعي المسلمين و المؤمنين بكافة الوانهم و جميع أختلافاتهم بحقيقة كونهم ينتسبون الى أُمة واحدة و بأنهم إخوةٌ في المساجد اولاً ، و عليه فإِنَّ المساجِدَ و الجوامع ليست بأماكن العبادة و الصلاة حصراً بل و في الوقت ذاتهِ مواضع تكثيف و تفعيل أُخُوتُنا و مودتنا خمسة أوقات كل يوم . إنَّ الجوامع و المساجد هي رموز أُخُوتُنا الابدية و الازلية و مِلاطُ توحدنا و وحدتنا ، في الوقت عينه فأن المساجد و الجوامع هي الأماكِنُ المباركة التي تنعكس منها رسائل السلم و السلام الى جميع البشرية بنداءات التوحيدية التي يطلقها الأسلام ، و لقد تم أنشاء أماكِن عبادتنا و صلاتُنا بعظمةٍ و أُبهة و ذلك بسبب أنها تضيف و تسهم في أضفاء معاني على البلدات و المدن التي تعلو فيها . و أقولُ بأنه أينما وجِدَت قبةٌ و منارة و مئذنة و متى ما أرتقت و أختلطت أذاننا في جو السماء فأنه لا شك في أن هذه الموضع موطن الاسلام . "          

" أينما وجدت و تواجدت قبةٌ و مئذنة فِأنَّ هُناك وطنٌ للأسلام " 

و أفاد سيادة رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان بأن المساجد و الجوامع مواضع و مواطن تجمُع المسلمين أي  بمعنىٍ أخر مواطن التوحد و الاندماج و التكامل و تماسك و تشابُكِ القلوب في الصفوف نفسها ، و تابع سيادته كلمته قائلاً :

" تتجسد إخوتُنا الكونية و العالمية الشامِلة و التي لا تقِرُ بالتصنيف و الصنف و الحدود و المسافة و اللون و اللسان و العرق و التي تطلق عليه أسم الأمة بالدرجة الاولى في مساجدنا ، و يعي المسلمين و المؤمنين بكافة الوانهم و جميع أختلافاتهم بحقيقة كونهم ينتسبون الى أُمة واحدة و بأنهم إخوة في المساجد اولاً ، و عليه فأن المساجد و الجوامع ليست بأماكن العبادة و الصلاة حصراً بل و في الوقت ذاتهِ مواضع تكثيف إخُوتُنا و مودتنا خمسة أوقات كل يوم . إنَّ الجوامع و المساجد هي رموز إخُوتُنا الابدية و الازلية و مِلاطُ توحدنا و وحدتنا ، في الوقت عينه فأن المساجد و الجوامع هي الاماكن المباركة التي تنعكس منها رسائل السلم و السلام الى جميع البشرية بنداءات اتوحيدية للاسلام ، و لقد تم أنشاء أماكِن عبادتنا و صلاتنا بعظمةٍ و أُبهة و ذلك بسبب أنها تضيف و تسهم في أضفاء معاني على البلدات و المدن التي تعلو فيها . و أقولُ بأنه أينما وجِدَت قبةٌ و منارة و مئذنة و متى ما أرتقت و أختلطت أذاننا في جو السماء فأنه لا شك في أن هذه الموضع موطن الاسلام . "         

" إن قتل البشر و تفجيرُ أماكِنَ العِبادة ليس بِالجهاد بل هو الأرهابُ بِحدِّ ذاتِه "

و شدد سيادةُ رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان على أنْهُ ليس بِأمكان احد من تغيير الحد و الحدود المرسومة من قبل القرآن الكريم و تحريم ما حلله الله سبحانه و تعالى ، و قال سيادته :    

" ليس بمقدور أحدٍ في وضع قواعد في أياً مِن المواضيعٍ حسب مفهومه الخاص لم يُجّوِزُهُ رسول الله صلى الله عليه و سلم و ايٍ من الفقهاء و لا احدٍ من كبار أهل السُنة و لاسيما في الهجوم على أماكن العبادة و التعبد مدعيا الجهاد و إن قتل البشر و تفجيرُ و قصف أماكِنَ العِبادة ليس بِالجهاد بل هو الأرهابُ و الوحشية و الجنايةُ بِحدِّ ذاتِه ، و إننا بكوننا الدولة التركية نكافح شبكات القتل و الاجرام في داخل الحدود الادارية لدولتنا و خارجها و بشكل مكثف ، و إننا عاقدون العزم على تطهيرِ دولتنا و منطقتنا الاقليمية من المنحرفين و الضالين الملتفين حول منظمات من قبيل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام ( الداعش ) الارهابية و تنظيم القاعدة الارهابية و منظمة فتح الله غولن الارهابية و منظمة حزب العمال الكردستاني الأرهابية ، و في الوقت ذاته فأن نضالنا و كفاحنا ضد أرهاب النازية الجديدة و التي تهاجم جوامِعنا و مساجدنا و تستهدف المسلمين في القارة الاوروبية . "

بقدر ما تقومُ به البعضُ من القوى الغربية في ممارسة و تطبيق  إِزْدِوَاجِيَّةُ المَعَايِيرِ و الكَيْلٌ بالمِكْيَالَين فأننا سوفَ نكون منطقيين و ثابتين على القرار في هذا النضال و سوفً لن نسمح في تقييد مستقبلنا و وضعه تحت الأسر من قبل هؤلآءِ أعداء البشرية ، و يقع على عاتق الجميع و على رأس القائمة المسلمون في هذه النقطة واجباتٍ مهمةٍ للغاية و علينا النطق و الاستحضار و التعبير عن رسائل السلم و السلام للاسلام و وضعها في الاجندة اليومية و بشكل متواتر و ذلك لكوننا في مرحلة و منعطفٍ حرِج ، و أذا ما أظهرنا رد فعلنا و دافعنا عن الحقيقة بكل جراءةٍ و أستبسال و صونا ديننا فأن الارهابيين لن يصلوا الى مُبتغاهُم بأذن الله تعالى ، و أعتقد و أومِن بأن كل فردٍ من أخوتي المتواجدين في هاهنا سوف يتعاملون مع المسألة موضوع البحث بهذه الحساسية و الحس ، و أسالُ الله سُبَّحانه و تَّعَالى في أن لا يفرِقُنا عن الصراط المستقيم . "           

و قدم سيادةُ رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان شكره و عرفانه و تقديرهِ الى الذين يقومون بأحياء و أعمار المساجد و الجوامع و في أن تكون  مسجد الجامع تشاملجا الكبير وسيلةٍ الى الثواب و الخيرات ، قائلاً سيادته " أشكر أخوتي من المهندسيين المعماريين و المهندسيين جميعاً و الاخوة العمال و الشركة المتعهدة و أسال الله سبحانه و تعالى في أن يتقبل الادعية و العبادات و الصلوات في عليائه و أقول كما أفاد الشاعر عارف نهاد آسيا في مصاريعُ شِعرِه ( لا يترُكُنَا الله و شأننا بدون محبة ، عَطاشة ، بدون هواء ، بلا وطن ، و في الوقت نفسه بلا معبد ، و بدون منارةٍ و بلا مئذنة و بدون أذانِ ) . و أُباركُكم بشهر رمضان الكريم و أسالُ المولى العلي القدير في أن تكون وسيةٍ للاعمال الصالحة بأذن الله تعالى .      

سيادة البروفيسور الدكتور السيد علي أرباش 

و قامَ أيضاً سيادةُ البروفيسور الدكتور السيد علي أرباش رئيسُ الشؤون الدينية في تركيا بِالدُعاء في مراسيم الافتتاح  

و تمنى سيادةُ البروفيسور الدكتور السيد علي أرباش رئيسُ الشؤون الدينية في تركيا في دعاءه هذه الامنية :

" يا من أوجد و خلق الارض و السماوات و جميع الكائنات و المخلوقات من عدم ، يا من يعطي ما يريد لمن يريد ، يا من هو القوة القاهرة و المنفردة بقوته حينما يريد يا مولاي العظيم ؛ الان و قد رفعنا أيدينا لترضى عنا فلا ترده خاوية ً ألينا في عز الوهيتك .  

يا رب ، و كما تجمعنا الان تحت الشمس اللهم أجعلنا من الذين يستظلون بظل عرشك في يوم القيامة يوم لا ظِلَّ الا ظِلُّك .

يا رب العالمين شُدّ وثاقَ قلوبنا و أفئدتنا بالجوامع و المساجد و أجعلنا من عبادك و من الناس الذين يجِدونَ الفرح و السرور و السكينةَ و الطمأنينة في المساجد و الجوامع و في عبادة الله سبحانه و تعالى يا رب .   

يا رب العالمين ، لا تَحُدّ أطفالنا و شبابنا و ذرياتنا و أنسالنا عن طريقك القويم ، و أجعلنا يا الله دائماً و أبداً على السبيل و الطريق المسمى بأسم طريق الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم الا و هو الصراط المستقيم .    

يا رب العالمين أجعل قلوبنا على طريقتكَ دائماً ،  يا من يقلب القلوب يا الله ؛ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ، الّـلِـهِـمْ يَـا مُـغَـيُـرُ الَـحَـالّ وَ الأحْـوَالْ غَـيُـرُ حَـالّـنَـا إِلَـىَ أَحَـسَـنَ حْـالّ يا الله .

اَللّٰهُمَّ يَا مُفَتِّحَ الْاَبْوابِ اِفْتَحْ لَنَا خَيْرَ الْبَابِ

و جزا الله سبحانه و تعالى المساهمين و كل من كان له كدٌّ و دور في بناء هذا المسجد الجامع الجميل مسجد الجامع تشاملجا الكبير و على راسهم سيادةُ رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان و العمال و المعمارين و المهندسيين و حتى المنسقين من بداية المشروع الى حينِ أتمامها ، و أسال الله سبحانه و تعالى في أن يجعل جميع موتانا في جنات النعيم .

اللهم أجعل هذا المسجد عامر بالمصلين و مزدحمٌ بالاطفال و مكثظٌ بالشباب ، اللهم أعلي اصوات الاذان من مأذن و منارات هذا المسجد دائماً و أبداً .

يا رب العالمين ، اللهم لا تسمح في تطاول الايادي الاجنبية على جوامعنا ، اللهم لا تسمح في تطاول الايادي الاجنبية على معابِدنا و لا تنزل علماً لنا من السواري و العلياء ، يا الله أُشدد و قوي أواصِرَ المحبةٍ و الود و الوِصالِ بين قلوب و أفئدةِ شعبنا ، اللهم أُستر و أحفظ شعبنا و كل العالم الاسلامي من جميع شُرورِ و كيدِ الأعداء يا الله .      

اللهم قد اجتمع عبادك و فتحوا ايديهم الان من اجلك و جميع المسلمين و المومنين الذين ينطقون بكلمة آمين لنيل ما يأملون و للصفحِ عن أرواح موتاهم و  للامن من خوفهم و لرضا الله سبحانه و تعالى ؛ الفاتحة . "   

كما و قد قام رؤساء الدول الاجنبية و الضيوف أيضاً بالقاء كلمة السلام و التحيا و التبريك في مراسيم افتتاح مسجد الجامع تشاملجا الكبير .

هذا و قد أنهي حفل أفتتاح مسجد الجامع تشاملجا الكبير بعد الدعاء و الابتهال التي قامَ بها سيادةُ البروفيسور الدكتور السيد علي أرباش رئيسُ الشؤون الدينية في تركيا في قيام سيادةُ رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان و رؤساء الدول الاجنبية و الضيوف الكرام و سيادة رئيس مجلس النواب التركي السيد مصطفى شن طوب و رؤساء القضاء الاعلى التركي بقص الشريط .

هذا و قد حضر مراسيم حفل الافتتاح سيادة نائب رئيس الجمهورية اتركية السيد فؤاد أوكتاي و أعضاء مجلس الوزراء الى جانب سيادة رئيس جمهورية ألبانيا السيد ألير ميتا و سيادة رئيس الوزراء الفلسطيني السيد محمد أبراهيم أشتية و سيادة رئيس الهيئة التنفيذية لأفغانستان الدكتور السيد عبدالله عبدالله و سيادة رئيس جمهورية السنغال السيد ماكي صال و بالأضافةِ الى سيادة عضو مجلس الرئاسة في البوسنة و الهرسك السيد شفيق جعفراوفيج و سيادة رئيس جمهورية غينيا السيد الفا كوندا و جمعٌ غفير من المواطنين .